المتحرّش سامر المولوي… مجرم بقبعة مدرّس
ديسمبر 11, 2021
A-
A+
في زمن بات المتحرش یتستر خلف عباءة العلم ویلبس قناع المدرس، نزع سامر المولوي، والذي نرفض بشكل قاطع ارفاق لقب أستاذ مع اسمه، من مھنة التعلیم أسمى الصفات التي لطالما اقترنت ھذه المھنة الشریفة بھا. فـ”الأستاذ والمرب والمدرّب الاجتماعي والإعلامي والناشط، غفل عن إدراج صفة متحرش إلى جملة الألقاب التي یطلقھا على نفسه.
في سابقة غیر معھودة في مدارس لبنان الرسمیة، شھدت ثانویة جورج صراف الرسمیة المختلطة في طرابلس – أبي سمراء انتفاضة لطلابھا الذین أعلنوا الإضراب المفتوح منذ صباح یوم الاثنین 6 كانون الأول 2021، وذلك بعد الاتھامات التي باتت شبه موثقة ومؤكدة التي طالت المولوي بالتحرش بالطلاب والطالبات. أستاذ التربیة الوطنیة و الداعم لشعار الثورة على حسابته على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تبین أن سجله حافل بالشكاوى المقدمة بحقه المتمثلة بالتحرش اللفظي والجسدي، بل وأنه تم طرده من عدة ثانویات ومدارس في طرابلس.
بعد إقدام أحد طالبات سامر على كتابة منشور على حسابھا الخاص عبر فایسبوك، توثّق فیه حادثة وقعت في الصف، وتروي ما قام به والشتائم الجنسیة التي وجھھا للطالبات, أشعل المنشور فتیل الغضب وخرج الطلاب عن صمتھم وأطلقوا صرخة مدویة من أمام المدرسة مناشدین بمحاسبة كل من كان له ید وكل من یثبَت تورطه. صرحت بعض الطالبات واللواتي كن أیضاً ضحایا التحرش المدرسي، بأنھن أقدمن إلى اللجوء إلى مدیر المرسة “محي الدین حداد”, إلا أن ھذا الأخیر لم یحرك ساكن، مما یجعله شریك بالجرم المرتكب ویمكن محاسبته بتھمة الاھمال والتغاضي المتعمد والتغطیة على سلوك أحد موظفیه، صاحب التاریخ الحافل بممارسة التحرش.
لم یكتفي المولوي بابتزاز وترھیب ضحایاه لاسكاتھم، بل أیضاً عمد على استغلال اسم عائلته لیزعم بأنه على صلة قرابة بوزیر الداخلیة، بسام المولوي، لاعتقاده أن الأمر كفیل بترھیبھم، إضاقة إلى الابتزاز بالعلامات المدرسیة، وإجبار الطلاب على إعطاءه أرقامھم الشخصیة.
أقدمت عدة فتیات على إعطاء إفادتھن مصرحین أنھن كن ضحایا التحرش اللفظي والجسدي، لیتبین أن كادر التعلیم وزملاء المھنة كانوا من الضحایا، إذ أن أحد المعلمات صرّحت بأنھا أیضاً كانت تتعرض للمضایقة، إلا أنھا اختارت الصمت للحفاظ على وظیفتھا.
عمدت وزارة التربیة إلى إرسال فریق برئاسة رئیسة جھاز الإرشاد والتوجیھ، ھیلدا خوري، للتحقیق مع الطلاب. كما حققت خوري شخصیاً مع مدیر المدرسة.
وبناءً على المعطیات الراھنة، واستناداً إلى الإفادات المقدمة بحق سامر المولوي ونتائج التحقیق الأولي معه، اتخذ وزیر التربیة قراراً بتوقیفه عن التدریس، وإحالة ملفه إلى الھیئة العلیا للتأدیب، وإلى مصلحة حمایة الأحداث في وزارة العدل، لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
أمام ھذا المشھد اللاأخلاقي، نرى أن ھذه القضیة تشكل عینة من قضایا التحرش التي یتم التكتم عنھا وإبعادھا عن ساحة التداول الإعلامي والمجتمعي، وعلیه لا یمكننا إلا أن نطرح الأسئلة والشكوك حول إمكانیة تواجد نماذج عن سامر في كل مدرسة، في الصفوف وبین الطلاب، في مجتمعاتنا، في منازلنا، وشوارعنا، وفي مكاتب عملنا…
فأین دور الرقابة والتفتیش التربوي من ھكذا حوادث ترتقي لمستوى الجرائم الأخلاقیة والتربویة والاجتماعیة.
إن طلاب وطالبات ثانویة جورج صراف القاصرین أعطوا درساً لا ینسى في التربیة الوطنیة، ولكسر الصورة النمطية التي لطالما زرعها المجتمع بعقولنا، درساً لقنوه لبلد لا يزال من یحمي منصور لبكي المغتصب المتسلسل للأطفال ویدافع عنه. فالأول استتر خلف عباءة الدین، والثاني خلف عباءة التعلیم.
إلى كل من عانى أو یعاني من شبح التحرش، أقول لكم تمتعوا بالجرأة ولا تكونوا ضحایا. كونوا الناجیین وحققوا العدالة. كونوا كالطالبات الطرابلسيات اللواتي رفضنا السكوت وانتفضوا على واقع مجتمعهن الذكوري، كونوا كالشباب الذين تهجّموا على المدير بكل جرأة ووصفوه بالذكورية، قفوا بوجه الظالم وارفعوا رایة الحق عالیاً ورددوا بصوت واثق لا یرتعد “لا”.
الأكثر قراءة
- في فلسطين ولبنان حضانة الأطفال بعد الطلاق: رحلة الأمهات نحو العدالة فريق منصة نقِد
- أنغامي تعاقب اللبنانيين على أزمتهم أنطوني بركات
- لقاح لأمراض القلب والسرطان: خبر حقيقي أم آمال كاذبة؟ فريق منصة نقِد
- الحضانة للأمهات: “للموت” يخترق حواجز المحاكم الروحية خلدون جابر