بين ذكرى باسل وخطاب نصرالله لبنانان لا يلتقيان

يوليو 14, 2022

A-

A+

رفع الستار أمس الأربعاء عن النصب التذكاري للنائب باسل فليحان الذي استشهد بالانفجار الذي طاول الرئيس رفيق الحريري.

النصب عبارة عن تمثال لباسل فليحان حاملاً بيده ورقة كتب عليها بعض من أفكاره الإصلاحية.

الحدث لم يكن النصب ولا الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، إنما الحفل بحد ذاته والحضور الذي كان موجوداً. فلبضع دقائق من النقل التلفزيوني اخذتنا المشهديّة إلى أيام أفضل وذكريات أجمل وعنفوان أقوى وحريّة أكبر. نسينا لبعض الوقت أننا في بلد لم يعد بشبهنا، وأننا في دولة مرهونة، مشوّهة، مغتصبة بالسلاح غير الشرعي، ظننا أن البلد بخير وأن قضية باسل ورفاقه الشهداء مصانة بكل أمانة وأن انتفاضة الاستقلال كما نحن أسميناها لا تزال ملتهبة، تحقّقت كل مطالبها، تنبض حياة وتصرخ بأعلى الحناجر “حرية سيادة استقلال”.

أعطانا الاحتفال بالأمس جرعة أمل ربما زائفة بأن أرض لبنان تهتز، ربما تنفجر، بل تُفجَّر لكنها لا تقع ولا تفنى. انتقلنا لبرهة من الزمن إلى زمن آخر، حيث لا مصالح ودهاليز تعلو فوق الحقيقة، والسيادة ولبنان أولاً، حيث لا صراعات على المناصب والعروش المتصدعة، حيث لا تسويات ومبايعات وخيانة.

سكرة الاحتفال أنهتها فَكرة خطاب الأمين العام للحزب الذي وكأنه يمنعنا حتى من الحلم والذكرى، ففور انتهاء الاحتفالية أطل علينا بوجهه العابس كالعادة ليعيدنا إلى واقعنا القذر ويذكّرنا بأن لبنان مسلوب منّا وإن البلد في مكان آخر واحتفالاتنا ومجسماتنا لن تغير شيئاً بالواقع.

تذكرنا الواقع وتذكرّنا أن الاستسلام ممنوع، أقلنا التلفاز… وتابعنا العمل.