تعب وخوف وانهيار… “الجحيم” اللبناني يلاحق أفراد الميم عين
يناير 12, 2022
A-
A+
كانت 2020، عاماً صعباً على جميع اللبنانيين وبمن فيهم العاصمة بيروت التي تحتضن جميع أبناء هذا الوطن، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتم السياسية والدينية وحتى الجنسية. فكان لأفراد الميم عين، حصة من المعاناة التي شهدها لبنان بدءاً من الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة الوطنية، إلى جائحة كورونا التي أدت إلى عزل العالم عن بعضه، وأخيراً، جريمة العصر، تفجير مرفأ بيروت، الذي راح ضحيته أكثر من ٢٠٠ شخص، وآلاف الجرحى والمشردين، ومدينة شبه مدمرة.
فجميعنا يعلم أن بيروت، مدينة الحياة، كانت من أكثر المدن الحاضنة لمجتمع الميم عين، وأكثر أماناً لهم، حيث يوجد فيها مطاعم وملاهي ومتاجر متقبلة لهذا المجتمع المليئ بالحياة والألوان والحب.
يشير م. أ (فضّل عدم الكشف عن اسمه للحفاظ على سرّية هويته)، إلى أن “الكثير من اصدقائي وهم أبناء مجتمع الميم عين يعملون في بيروت وإثر انفجار بيروت والدمار الذي حلّ في المدينة، معظمهم قد خسروا أعمالهم حتى أن من يسكنون في شارع مار مخايل (وهو شارع مشهور في بيروت ومحازي لمرفئها) تعرضت منازلهم إلى الدمار الشامل وكادوا أن يُقتلوا”.
ويقول م. أ (٢٤ عاما) “تركت منزل عائلتي في شمال لبنان طيلة ٤ سنوات وعشت خلالها في بيروت”. ومع انتشار الوباء خلال عام ٢٠٢٠ كانت النوادي الليلية – التي كان يعمل في أحدها – من أكثر الأعمال تضرراً في بيروت، فخسر مصدر رزقه، وصار بالكاد قادراًعلى دفع ثمن أجرة السكن، “لم تكد تمر هذه الفترة الصعبة حتى انفجرت بنا بيروت وانهدّت السماء على رؤوسنا”، ويضيف، “فعلاً ما بذكر كيف نجيت رغم كل هالفترة الصعبة كانت متعبة وصعبة كتير جسدياً ونفسياً”.
بعد أن خسر الشقة، وعمله في منطقة الجميزة بسبب الضرر الذي لحق بكثير من المباني جراء انفجار المرفأ، ولهول صدمة ما مرّ به لم يعرف وقتها ماذا يفعل واضطر للعودة إلى بيت عائلته. ” ما بعرف إذا بعتبر حالي محظوظ اني رجعت لفترة على بيت أهلي او لا”، يقول م. أ بحرقة قلب.
ويسرد لنا بالتفاصيل ما حصل في ذاك النهار المشؤوم، “فور علمهم بأن الانفجار قد حصل قرب مكان اقامتي وأن بيتي وعملي قد تضررا بشكل كبير، جاء أهلي خائفين وأخذوني فوراً من بيروت إلى الشمال”.
ويضيف، “طوال السنين الماضية أهلي ما كان بدهم يعرفوا شي عني. لأن نمط حياتي وأسلوبي لا تناسب معتقداتهم وحتى أفكارهم والبيئة التي يعيشون بها”.
“صحيح أنهم خافوا لما حدث معي، ولكن هذا الخوف تبدد بعد أسابيع قليلة، وقالوا لي، ارجع من محل ما جيت، نمط حياتك لا يناسبنا هنا”، هكذا كانت ردة فعل أهل م.أ الذي لم يتفاجأ وخصوصاً أنه كان يعلم أن العودة إلى الشمال هي مؤقتة وهي محاولة للهروب من “التروما” التي عاشها عقب انفجار بيروت والدمار الذي حلّ على هذه المنطقة وأهلها.
ويتابع، “أول ما رجعت على بيروت كانت الصدمة الاكبر، لما تشوف المكان يلي قضيت فيه إيام من حياتك مع أصحابك وجيرانك وكل ذكرياتك تحولوا لكمية من الحجار المهدمة، ما في ولا شي مكانه، كلو مدمّر، وبتسأل حالك أنا كيف بعدني عايش”.
وينهي حديثه قائلاً، “هذه السنة كانت صعبة جداً على اللبنانيين كما على مجتمع الميم عين الذي هو بالأصل مهمّش وبصعوبة ممكن ان يجد مجتمع يتقبله ويحترمه كإنسان، بمعنى آخر، فوق الضغط يلي أي فرد من المجتمع الميم عين ممكن يعيشه، كانت هيدي السنة كتير صعبة ومليانة بالتحديات والمآسي”.
بالمقابل، قام فريق موقع نقد بوليتكس بمقابلة حوارية مع شريك مؤسس والمدير التنفيذي لجمعية براود ليبانون”، برتو مقصو، للتطرق الى موضوع أفراد الميم عين بظل الواقع اللبناني والتحضير للانتخابات.
للاستماع الى المقابلة: اضغط هنا