جبران تويني ابقَ حيث أنت!
ديسمبر 12, 2021
A-
A+
لو سألت من شارك في تظاهرة الحرية في الرابع عشر من أذار 2005 عن الكلمات أو الخطابات التي ما زالت راسخة في ذهنهم منذ ذلك الحين لكان حتما “ولو أكيد قسم جبران” الجواب الأكثر تكرارا.
ففي بضعة كلمات بسيطة استطاع جبران تويني اختصار رسالة لبنان ووجهه الحقيقي، استطاع بقسمه الشهير هذا أن يتكلم بلسان كل الوطن فأصبح الناطق الرسمي باسم الحرية السيادة والاستقلال. جمع بكلامه المقتضب ما فرقته الحرب والتعصب فعبر صوته جدران الطوائف ودخلت كلماته كتب التاريخ هذا لو كان لتاريخنا المعاصر كتبا.
في الذكرى الـ١٦ لاستشهادك، جبران تويني كثيرون يبكون رحيلك، أما انا فأقول “نيالك”.
يوم طالتك يد الغدر كنت منتصراً، تبارك استقلال لبنان الحقيقي. “ثورة الأرز” كانت في عزّها. الملايين التي ملأت الساحات فاقت كل التوقعات. بدا لك ولنا جميعا أن صوت الحق قد وصل وما من أصوات باطلة ستعلو فوقه.
رحلتَ، يا فارس القلم، وكانت جيوش الاحتلال السوري تنسحب من لبنان ولجنة التحقيق الدولية قد وصلت الى بيروت. الأمل كان يرفرف في كل مكان، والتفاؤل كان واضحا على وجوه الجميع، كنا قد بدأنا نبني أحلاما تلامس النجوم، الغد يومها كان مشرقا.
رحلت مرفوع الرأس فخورا بما حققت وزملائك الأحرار، رحلت أنت وبقينا نحن، محبيك، هنا حرّاس لما بدأناه معكم، حاملين رسالتكم ومكملين مقاومتنا بوجه كل ما يجري من حولنا من استبداد. ننظر بعيون تعبت من ظلم كنا حسبناه قد انتهى ومن احتلال أسوأ من زمن الاحتلال. ننظر الى الأفق ونحن على يقين انك وبقية الشهداء من فوق تنرون لنا الطريق. فالعدل والحقيقة على هذه الأرض باتت أمورا معدومة غريبة مختلفة عن الثقافة القائمة، ثقافة الاجرام والقمع وسفك الدماء. هل للظلم مكان حيث أنت؟ أم أنه فعلا المكان المثالي الذي نقرأ عنه؟ فاذا هو كذلك ابق حيث أنت فعالمنا اليوم لم يعد يشبهك، نكتب هذه الكلمات والقلم يتكسر بين أيادينا، والصوت يختنق في حناجرنا وحلم العودة الى الساحة يأكلنا.
ابق حيث أنت جبران فعالمنا اليوم لم يعد يشبهك.
الأكثر قراءة
- في فلسطين ولبنان حضانة الأطفال بعد الطلاق: رحلة الأمهات نحو العدالة فريق منصة نقِد
- أنغامي تعاقب اللبنانيين على أزمتهم أنطوني بركات
- لقاح لأمراض القلب والسرطان: خبر حقيقي أم آمال كاذبة؟ فريق منصة نقِد
- الحضانة للأمهات: “للموت” يخترق حواجز المحاكم الروحية خلدون جابر