شبح الثقافة الخامنئية يحاصر الساحة اللبنانية برعاية “الحزب”
مارس 14, 2022
A-
A+
لم يعد يُخفى عل احد، قوة وهيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية،فالمتحكم بقرار السلم والحرب والمشرف على سياسات الدولة الخارجية والداخلية وحامي “مافية” الفساد، هو حزب الله الوكيل الحصري للنظام الايراني في لبنان.
كيف لا، ورؤية الحزب مختلفة عن لبنان السيادة والاستقلال، اذ يرى الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن “لبنان ليس دولة مستقلة انما هي جزء من الجمهورية الاسلامية التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخامنئي”.
وما يعكس هذا الكلام الا عن نية ايران وعبر حزب الله الى تدمير لبنان ونسف استقلاله ليصبح في ما بعد ولاية ايرانية تابعة للنظام الخامنئي في طهران.
ولا يتحقق هذا المشروع الا عبر تحويل وجه لبنان العربي الى فارسي، وطمس الهوية الوطنية اللبنانية وطمر معالم الثقافة اللبنانية، والتأكد من عدم القدرة على اعادة انتاجها ومن ثم استبدالها بثقافة غريبة وبعيدة كل البعد عن طبيعة المجتمع اللبناني.
ولذلك سعى حزب الله خلال العقود الماضية الى زرع بذورهِ السامة داخل العمق اللبناني، لتنبُت اليوم ثقافة ظلامية وتشكل حقيقة المؤسسات التابعة له، ضمن نهج متكامل متخصص بصناعة العقل ونفسية الفرد والمجتمع، لتنتج في ما بعد، انسان حزب الله، ومجتمع حزب الله.
ثقافة ظلامية تطوّق لبنان
لبنان الذي يتآكل يومياً جراء ثقل الانهيار الاقتصادي، يندثر ثقافياً في ظل سطوة القوى الظلامية. سجلّ حافل بالقمع والتسلط ظهرت نواياه مع ٧ ايار، وتستمر منذ ذلك الحين بالظهور وبأشكال مختلفة، والتي كان اخرها منع فرقة “بيكار”، التي كانت قد نظمت امسية موسيقية في معرض بيروت الدولي للكتاب، من استكمال عرضها الذي يحوي على اغاني وطنية وتراثية، وذلك بسبب استياء دور النشر الايرانية التي هيمنت على معرض الكتاب العربي، من الموسيقى. في حين ضج المعرض بصور قائد لواء فيلق القدس الايراني قاسم سليماني الذي رأى فيها الكثير، ترويجاً للإرهاب ولقتلة الاطفال.
عينة صغيرة جدا من سجل حزب الله تعطي لمحة عن محاولاتها لمتكررة لفرض ثقافته الخامنئية الايرانية بالقوة، او عبر شبكته الضخمة من مؤسسات تربوية تعنى بتربية الاطفال والمراهقين، حتى سن الجامعة، والتي يروج فيها لعقيدة الحرس الثوري الايراني في لبنان بالإضافة الى اعتماده لبرامج تربوية تختلف عن مناهج الدولة اللبنانية، واستبداله النشيد الوطني اللبناني بدعاء “الحجة” المتصل بالمذهب الشيعي. ومن بين تلك المؤسسات، شبكة مدارس المهدي والمصطفى، ومعاهد امجاد الجامعية.
اذاً، حزب الله يتصرف كدولة أمر واقع، تستكمل سراديب سيطرتها في كل اتجاه، مختبأً وراء هياكل دولة لبنان التي تعصف بمضاربها رياح التفكّك ومتربعاً على صدور اللبنانيينالرافضين للعنف، والفاشية، والإرهاب، وثقافة الموت.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي