مرضى الإيدز في لبنان ضحايا الانتهاكات الصحية والاقتصادية
أكتوبر 26, 2020
A-
A+
الأكيد أن مجتمعنا، وعلى الرغم من كل التطور والانفتاح الذي يواكبه، يلاحقه نوع من الخوف من فيروس نقص المناعة البشري اي ما يعرف بالـ”HIV”. هذا المرض الذي لا يزال بمثابة “تابو”، يخاف المجتمع التطرق إليه على العلن او الافساح عن الاصابة به، فمعظم المؤسسات لا تقبل بتوظيف المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، كما أن المصابين لا يمكنهم العيش أو العمل كأجانب في العالم العربي. وينطبق نفس الأمر في لبنان، فالأجانب المصابون بفيروس نقص المناعة البشري لا يسمح لهم بالعيش أو العمل هنا.
عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة المكتسب الـ “HIV” أو ما يعرف بالـ”إيدز/السيدا” بلغ حتى تشرين الثاني 2018، 2366 إصابة في لبنان مسجلين لدى وزارة الصحة، وفق إحصاءات البرنامج الوطني لمكافحة الـ “إيدز” التابع للوزارة.
وسجل في العام 2018 لوحده 160 إصابة جديدة. وبحسب البرنامج فإن 98 في المئة من هذه الإصابات حصلت عن طريق علاقات جنسية غير محمية، وتتوزع النسبة الأكبر منها، بالنسبة للفئة العمريّة، بين 30 و49 سنة. فيما يبلغ عدّد الذين يحصلون على علاجهم مجاناً من وزارة الصحة 1470 شخصاً. هذا غير الحالات التي لا تدرك بأنّها مصابة، أو تخاف إجراء الفحوص لاعتبارات إجتماعيّة ضيقة.
وتشير الاخصائية الاجتماعية في جمعية موزاييك، فاطمة كركي، إلى أن في السنة الأخيرة وبحسب أرقام الجمعية، من أصل 540 شخصاً، هناك 141 شخصاً تأكدت اصابتهم بفيروس نقص المناعة.
وبحسب كركي، دور موزاييك يكمن في متابعة الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والتأكد من قيامهم بالفحوصات بشكل دوريّ، كما دورها على حث المترددين بإجراء الفحوصات في المراكز المعنية التي تقدم هذه الفحوصات بشكل مجاني، ومن دون تمييز، كما للتوعية دور أساسي لموزاييك وخصوصاً بظل الظروف الاقتصادية والصعبة التي يمر بها لبنان، حيث بات العلاج “رفاهة” نتيجة الغلاء الفاحش.
وتضيف كركي، في المستشفيات لا شيئ “ببلاش”، وفحصية الدكاترة أصبحت خيالية، كما أن الواقي الذكري أصبح من المستحيل شراءه من مراكز الأدوية، إثر انهيار العملة الوطنية، وهذه كلها عوامل تعاكس القدرة على الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، وهنا دورنا مع عدد من الجمعيات المدنية مثل MARSA و SIDC لتأمين الأدوية اللازمة والفحوصات المجانية والأمور الضرورية للوقاية من الفيروس. كما في مركزنا معالجين نفسيين يتابعون الأشخاص الذين يحملون فيروس نقص المناعة بشكل دوري.
تمييز وتهميش
يتعرض المصابون بالـ”إيدز” في لبنان للإنتهاك والتمييز والتهميش في مكان العمل، مثلما يحصل في كل الحيز العام، إذ أنّ المتعايشون يتعرضون لأقسى أنواع التهميش، في أماكن العمل، حين يطلب منهم إجراء فحوص مخبرية تؤكد عدم إصابتهم بهذا الفيروس، كشرط لقبولهم، بمعزل عن كفاءتهم وقدراتهم الإنتاجية وشهاداتهم العلميّة، حين يتمّ إقصائهم أو الضغطّ عليهم من أجل ترك العمل.
ويشهد لبنان عدة حالات انتهاك بحق المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أو السيدا. ومن بين تلك الانتهاكات: رفض مستشفى استقبال متعايش مع الفيروس، ورفض مصرف لبناني توظيف آخر بعد أن كشف الفحص المخبري أنه مصاب بالفيروس.
قانونياً، يتعرض المتعايشون للتمييز في الحيز العام وهذا التمييز ينتقل حتماً الى سوق العمل، ويتبلور في عدم توظيفهم أو طردهم. ولا يوجد قانون يحمي المتعايشون ولا أي فئة مهمشة من التمييز، مما يضعهم في دائرة الخطر وبلا أي حماية.
تم هذا المشروع بالتعاون مع المؤسسة العربية للحريات والمساواة وبدعم من السفارة الهولندية.
الأكثر قراءة
- في فلسطين ولبنان حضانة الأطفال بعد الطلاق: رحلة الأمهات نحو العدالة فريق منصة نقِد
- أنغامي تعاقب اللبنانيين على أزمتهم أنطوني بركات
- لقاح لأمراض القلب والسرطان: خبر حقيقي أم آمال كاذبة؟ فريق منصة نقِد
- الحضانة للأمهات: “للموت” يخترق حواجز المحاكم الروحية خلدون جابر