سوريا الأسد و’المحافظة 15’… تاريخ من الدماء لن تحميه التقاربات سوريا الأسد و’المحافظة 15’… تاريخ من الدماء لن تحميه التقاربات سوريا الأسد و’المحافظة 15’… تاريخ من الدماء لن تحميه التقاربات

سوريا الأسد و’المحافظة 15’… تاريخ من الدماء لن تحميه التقاربات

يونيو 15, 2023

A-

A+

أشهر قليلة على انتهاء ولاية الجنرال “الكهل” كانت كفيلة بجعله يرتعد عن فكرة “الإجماع المسيحي المُؤيّد” الذي لطالما حَلم بِنَيله، فلم يجد “الكهل” سبيلًا لنجاته من مأزقه إلّا في أحضان الأسد، الأحضان التي هجرها لما يزيد عن ١٤ عامًا، ثمّ و بغير سابق إنذار، يُقرّر العودة إليها، مُتناسيًا أن هذه الأحضان تحتوي “عقربًا أصفراً” لطالما قام بلسعه.

ليس العقرب فقط من تناساه، بل تاريخ من العرقلات السياسية وإفسادٍ لصفقات تعود بالإيجابية على المصلحة الوطنية، آخرها جرّ الكهرباء من الأردن، الذي عرقله الأسد طمعًا بتحصيل أكبر كمٍّ من “التشبيحات” في الصفقة، فقد اعتادت براثن الأسد التشبيح في عرينها، فكيف إذا جاءت الموارد على طبقٍ من فضة لتعبر من عرينها! فصفقة بهذا الحجم لا يجب أن تمرّ مرور الكرام من أمام الأسد من دون التخطيط لاغتصاب و اجتراح جزء كبير منها.

والجدير ذكره أن الشبكة الكهربائية التي كان من المفترض أن تمر بها الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، قد شُيّدت بدعم وبتمويل من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية! فحرم النظام السوري لبنان من دعم محيطه العربي حتى من أدنى مقوّمات الحياة، الكهرباء

تعطيل جرّ الكهرباء إلى لبنان ومنع تخفيف أزمة فيه ليست “الخازوق” الأوّل الذي جرَّه نظام الأسد لِلُبنان، إنّما لنا تاريخٌ حافل من “الخوازيق”. فإشارة جنبلاط إلى أنّ النظام له يدٌ في اغتيال الحريري لم تمر مرور الكرام على اللبنانيين، فتكاد لا تجد بيتًا لبنانيًا إلا و قد تشرّب هذه الفكرة، إذ أنّ جنبلاط أصاب باتهام لحّود ببيدق الجنديّ على طاولة الأسد وإئتماره بأمر الأجهزة الأمنية السورية في كلّ شاردة وواردة قبل اغتيال الحريري وبعدها.

ليس غريبًا على نظام قد فَضَحهُ “قيصر” بـ55 ألف صورة لضحايا تعذيب في سجونه قد قضوا نتيجة شدة التعذيب، بأفظع أنواع التعذيب التي قد مرت أو سمعنا عنها… 55 ألف ضحية من أبناء وطنه، 55 ألف يمتلكون جنسية بلد يحكمه هذا الطاغية. 55 ألف هو رقمٌ قَد وُثّق، أمّا الأرقام غير المُوثقة فقد تعدت الملايين

ليست المجزرة الأولى أو الأخيرة في تشكيلة الأسد، فمجازره خلال الثورة السورية تعدت رقم الـ15 على مستوى المحافظات السورية، فكل محافظة كان لها نصيب من مخالب “الطاغية”. لم يكتفِ بمجازره السابقة التي استخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إنّما وصل به الأمر الى إعادة استخدام الأسلحة الكيميائية من جديد في تعذيب المساجين! حيث أصبحت طرق التعذيب السابقة “غير مُجدية” فاغتصاب أطفال على مرأى ومسمع آبائهم أو افتعال جروح بليغة في أجساد المساجين وتركها تتعفّن وتأكلها الديدان أو حرق المساجين أحياءً لم يعد فعّالاً في إعطاء شبيحة الأسد الجرعة المعتادة من النشوة في القتل والتنكيل، فأمسوا يطلبون المزيد والمزيد من طرق الإجرام.

للكهل” أُسوةٌ حسنة بتعامل الأسد مع أبناء وطنه، و”الكهل” تلميذٌ نجيب عنده دواعي تعلم أساسيات هذه التعاملات، و إدارة الأزمات و”الثورات” لكنّ لم تسمح له الفرص بتنفيذ ما يُمليه عليه أستاذه، فأمسى يتقرّب ويلملم ما تبقّى من صفة “الرئيس السابق” في تقاربات سياسية بائسة مع أنظمة أثبتت جدارتها على قمّةٍ من جُثث و دماء أطفال جمهوريتها.