أنغامي تعاقب اللبنانيين على أزمتهم
مايو 8, 2023
A-
A+
ليس من الجيد بتاتاً التشهير بشركة لبنانية استطاعت وحيدة ربما أن تبحر بعيداً هكذا في العالمية.
انطلقت أنغامي من لبنان منذ عدة سنوات وبفضل رؤية مؤسسيها إيلي حبيب وإدي مارون كبرت الشركة بعزم ونافست المنصات العالمية وأصبحت اليوم أكبر منصة لنشر وبث الموسيقى في العالم العربي.
تابعت أنغامي كمعجب ومستخدم منذ سنواتها الأولى، حين كان كل أولاد صفي يستمعون إلى الموسيقى أو عبر iTunes أو عبر تنزيل الأغنيات من الانترنت. كنت من بين القلائل من حولي من استخدم انغامي التطبيق المجاني واستمع إلى الموسيقى التي أُحِب مع بعض الإعلانات حيث كان التطبيق يضم مجموعة كبيرة من الأغنيات العالمية وعدد قليل من الأغنيات العربية. كبرت وكبر جمهور أنغامي ليتخطى صفّي وجيلي وحتى لبنان وطاول العالم العربي كلّه. وبقي الجمهور اللبناني وفيّاً لأنغامي في كل المراحل وكل التقلبات. عندما سحبت شركة روتانا اغنياتها من التطبيق (تقريباً معظم الأغنيات العربية) لصالح تطبيق آخر، لم ينتقل الجمهور اللبناني إلى التطبيقات الأخرى كما فعل عدد كبير من الجماهير في الخارج. وعندما عصفت الأزمات الاقتصادية بالشعب اللبناني المنهك، بقي عدد لا يستهان به مستخدماً يومياً للتطبيق على الرغم من صعوبة الاشتراكات وغلاء الأسعار.
لم تُبادل أنغامي الجمهور اللبناني المعاملة نفسها، فاستفاق اللبنانيون الأسبوع الماضي على رسالة من أنغامي تعلمهم فيها أنه لم يعد بإمكانهم الاستماع إلى الأغنيات كاملة، بل فقط 30 ثانية من الاغنية (للمشتركين بأنغامي بلاس عبر شركات الهاتف) وبررت الشركة أن هذه الخطوة أتت “نظراً للظروف الراهنة في لبنان”.
فبدل أن تساعد الشركة المنتقلة حديثاً من بيروت إلى أبوظبي، اللبنانيين في الظروف الصعبة التي يمرون بها قررت معاقبتهم هي أيضاً، كما تفعل مؤسسات الدولة وأصحاب المولدات وصهاريج المياه، ولم تتفهم المرحلة الصعبة كما تفهّم اللبنانيون المراحل الصعبة التي مرت بها الشركة.
نعلم أن أنغامي شركة ربحية وعليها مسؤولية الحفاظ على مصالحها ونحن من أشد المدافعين عن الاقتصادات الحرّة. لكن في بعض من الأحيان تكون المسؤولية الاجتماعية في سوق معيّن استثمار للمستقبل، والشركة ذات المشاعر والقلب الكبير، ستعامل بحب وإخلاص من الجمهور، أما اليوم فسيذكر اللبنانيون وهم يستمعون إلى أغنياتهم المفضلة عبر Spotify أن أنغامي الذي أحبوها واعتبروا نجاحها من نجاحهم، خذلتهم في أيامهم الصعبة وعاقبتهم على فقرهم وأزمتهم.
الأكثر قراءة
- في فلسطين ولبنان حضانة الأطفال بعد الطلاق: رحلة الأمهات نحو العدالة فريق منصة نقِد
- أنغامي تعاقب اللبنانيين على أزمتهم أنطوني بركات
- لقاح لأمراض القلب والسرطان: خبر حقيقي أم آمال كاذبة؟ فريق منصة نقِد
- الحضانة للأمهات: “للموت” يخترق حواجز المحاكم الروحية خلدون جابر