سجال عون – ميقاتي حول من يرث “الفراغ”

أغسطس 26, 2022

A-

A+

السجال الحكومي بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي لم يتوقف وخصوصاً عشية انتهاء “العهد القوي”. لا يزال هذا السجال، مستمراً في إطار تضارب التسريبات والمواقف، وفي تفسير الدستور وتأويل الصلاحيات. يأتي السجال في وقت لم يصل حتى الآن الرجلان إلى قواسم مشتركة حول تشكيل الحكومة الجديدة، لا سيما أن وجهات النظر لا تزال متباعدة. إذ يحمّل رئيس الجمهورية ميقاتي مسؤولية عدم التشكيل “بسبب عدم جديته”، بينما ميقاتي يعتبر أن رئيس الجمهورية يريد فرض شروطه على أي حكومة للسيطرة عليها أو عدم تشكيلها، كي لا تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية.

وفي هذا الصدد، اشترط عون في وقت سابق، ان يسلم بعبدا لحكومة بصلاحيات كاملة كي تستطيع سد الفراغ الرئاسي في حال تأخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية… عمليا يمكن اختصار كلام عون الذي ابلغه لـ”الحزب” وللفرنسيين «بأنه باق في قصر بعبدا ما لم يتم تشكيل حكومة جديدة».

حجة العونيين الجاهزة، انه لا يجوز ان تجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا يتم تشكيل حكومة منبثقة عنها، اكثر من ذلك يجزم جهابذة القانون العونيين انه لا يمكن دستوريا ان تتسلم حكومة تصريف الاعمال ادارة البلد في حال تاخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهذا يعد تجاوزا فاضحا للدستور لن نقبل به.

بالمقابل، يعمل ميقاتي جاهداً، لتشكيل الحكومة قبل 31 تشرين الأول لكي يتمكن من استلام صلاحية رئاسة الجمهورية، وعدم السماح لعون بأن يغتنم الفرصة ويبقى لحظة واحدة اكثر من ولايته.

وفي هذا السياق، نشرت “المدن” السجال الذي دار بين عون وميقاتي، وبيانات الرد والرد على الردّ:

سلطة غير مكتملة

في هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ضرورة تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى عدم جواز الاستمرار في تعطيل هذا الاستحقاق، “خصوصاً وأن المصلحة الوطنية العليا تقتضي بأن يكون الانتظام في المؤسسات الدستورية مؤمّناً والشراكة الوطنية مصانة، من حيث تشكيل الحكومة الجديدة، أو من حيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما وأن حكومة تصريف الأعمال لن تكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها على نحو كامل، في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأي سبب كان”.

وأكد عون أنه “لا يبدو طبيعياً أن الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية غير المكتملة المواصفات، وغير الحائزة على ثقة مجلس النواب، يمكنه أن يملأ فراغاً على مستوى رئاسة الجمهورية”.

كلام عون نقله رئيس الرابطة المارونية، السفير خليل كرم، الذي زار قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، وعرض مع رئيس الجمهورية الأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة، وعدداً من شؤون الساعة، إضافة الى مسألة تمكين المنتشرين الراغبين في استعادة جنسيتهم اللبنانية والاستفادة من القانون الذي نظّم عملية الاستعادة.

مواقف جاهزة

وبناء عما قيل في بعبدا، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيان رد فيه على ما نقل عن عون. وجاء في البيان: “يعتبر دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن المواقف الجاهزة التي تليت اليوم من منبر القصر الجمهوري كشفت، بما لا يقبل الشك، الأسباب الحقيقية لتعطيل عملية تشكيل الحكومة، وما يتم التخطيط له من قبل بعض المحيطين بفخامة رئيس الجمهورية.

إن دولة الرئيس، يستغرب استخدام منبر الرئاسة، المفترض أن يكون فوق الاعتبارات الطائفية، لإطلاق مواقف تؤجج الأوضاع بدل أن تشكل كلمة سواء لجمع اللبنانيين.

وفي كل الأحوال أن ما قيل لن يكون بأي شكل من الأشكال معطّلاً لمواصلة مسعاه لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ينتظر مجدداً أن يستكمل مع فخامة رئيس الجمهورية مناقشة التشكيلة التي قدمها في 29 حزيران الفائت”.

استغراب الاستغراب

بعد بيان ميقاتي، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: “بالإشارة إلى البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول التصريح الذي ادلى به رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، فإننا مع “استغرابنا” لما ورد في تعليق رئيس الحكومة، نسأله عن أي كلام ورد في التصريح يستوجب “استغرابه”، علّنا نشترك معه في رفضه. أما القول باستخدام منبر الرئاسة “المفترض أن يكون فوق الاعتبارات الطائفية”، فهو قول “مستغرب” أيضاً لأن رئاسة الجمهورية ما كانت يوماً لطرف لبناني دون الآخر، بل دافعت عن حقوق جميع اللبنانيين من دون استثناء، في وقت كانت ردود الفعل الطائفية والمذهبية تصدر من مواقع رسمية أخرى. ولعل مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مسألة تشكيل الحكومة تعكس هذا التوجه الداعي دائماً إلى تحقيق الشراكة الوطنية والمحافظة على الميثاقية”.

    الأكثر قراءة

    1. يا فرحة الممانعة فيكن يا نواب “التغيير” فريق منصة نقِد
    اقرأوا المزيد من المقالات لهذا الكاتب