رسالة إلى أسماء وحافظ وكريم وزين
ديسمبر 12, 2024
A-
A+
أيها الأبناء، حين كنتم تتنقلون من بلدٍ إلى آخر، ومن منتجعٍ فاخر إلى آخر، لقضاء عطلكم الصيفية وأعيادكم بحريةٍ تامة، هل كنتم على علمٍ بأن هناك في سجون أسدكم شبابًا وشاباتٍ يتعرضون يوميًا لأبشع أنواع التعذيب والترهيب؟ هل كنتم تعلمون أنهم يعانون من أمراضٍ نفسية وعصبية، فقط لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة؟
ربما لم تكونوا تعلمون. ولكن الآن، ماذا عنكم؟ هل الإنترنت متاحٌ لكم في روسيا؟ هل رأيتم صور المذابح في صيدنايا وفرع فلسطين؟ هل شاهدتم صور الجثث المتحللة؟ أخبروني، كيف يمكنكم أن تعيشوا معه الآن؟
وأنتِ، يا “سيدة العرين”، حين كنتِ تلدين أطفالك في أرقى مستشفيات بريطانيا، هل كنتِ تعلمين أن في مسلخ زوجك هناك شابةً في التاسعة عشرة من عمرها أنجبت ثلاثة أطفال من مزيج قذارة أعوانكم؟
أجيبوا، هل كنتم تعلمون؟
أم أن أبواق السلطة وطبول الجاه صمتت آذانكم؟ أم أن بريق الذهب والماس أعمى عيونكم؟
إن كنتم لا تعلمون، فأنتم أغبى الأغبياء. وإن كنتم تعلمون، فأنتم أحقر المخلوقات.
وأنتَ، أيها الفأر المستأسد، أما كنتَ تعلم أن الله يمهل ولا يهمل؟ لقد أمهلك الوقت الكافي لعلّك تقلع عن إجرامك الذي ورثته عن أبيك، لكنك تماديت في الظلم والإجرام.
هل كنتَ تظن أن الله نأى بنفسه عن دعاء الأمهات الثكالى؟ هل كنتَ تعتقد أن صراخ الأطفال اليتامى لا يصل إلى السماء؟
وهل حسبتَ أن عدالة الله تشبه عدالة الأرض، تخضع للرشوة والترهيب؟
كل أوهامك سقطت، وأمام إرادة الشعب المظلوم، انتهت كل أكاذيبك.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي