باسيل 2.0 – غيّر خطابه لم يغيّر تبعيّته

سبتمبر 2, 2024

A-

A+

ليست المرة الأولى التي يخرج بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بتصريحات تترك تساؤلات حول معناها والمقصود منها إذ توجّه مؤخّرًا إلى حزب الله بالقول: “نحن معكم بالدفاع عن لبنان لكن لسنا معكم عندما تفتحون حربًا، فنحن مع استراتيجية دفاعية لا استراتيجية هجومية، وهذا لا يعني طبعًا أننا مع اسرائيل”. في هذه الجملة الواحدة التي قالها باسيل نستطيع اختصار مساره السياسي منذ ظهوره على الساحة السياسية اللبنانية ووصفه بال”الناقض والمنقوض”. هنا يطرح السؤال: هل يريد رئيس التيار أن يتمترس حزب الله على الحدود وينتظر الضربة الإسرائيلية القاضية؟ إذا كان هذا فعلًا ما يريده فالتمترس لا فائدة منه لأن الحزب اتضح أنه موجود لـ”مقاومة” الداخل اللبناني أكثر من الخارج، وفرض شروطه في كل شيء وهذا ما يستفيد منه أحيانًا التيار الوطني الحر.

منذ تفاهم “مار مخايل” عام 2006 صنعت تحالفات حزب الله والتيار الوطني الحر في كثير من الأحيان قرارات داخلية بفعل حجم الكتل النيابية التي يمتلكانها بغض النظر عن الرفض من بقية الأفرقاء داخل الدولة مقدّمين مصالحهم على المصلحة الوطنية كما اعتدنا عليهم دائمًا، فالتيار يغطي السلاح الغير الشرعي للحزب مقابل تحقيق أهدافه التي لاتمت إلى الوطنية بصلة، لذلك يحاول باسيل في كل مرّة يتكلم فيها عن حزب الله خصوصًا في الفترة الأخيرة ورغم الخلافات العلنية بينهم إلى محاولة إقامة خطاب متوازن بين مصلحته و”المصلحة الوطنية” التي يستخدمها كحجّة من أجل تمرير مصلحته أيضًا وتجييش الشارع المسيحي، ففي تصريح سابق أيضًا كان للتناقض حضور أيضًا إذ قال: ” نتفق مع حزب الله بشأن العداء لإسرائيل وتحقيق التوازن على الحدود” لكنه شدّد على رفض مبدأ تعارض المقاومة مع الدولة”. إذا باسيل يدافع عن سلاح تغطّيه تصريحات لا تجلب له سوى الانتقادات مقابل محاولة تمرير مواقف وطنية هو بعيد كل البعد عنها.

يعمل رئيس التيار الوطني من خلال تلك التصريحات على “رص صفوف” المسحيين في محاولة للدفاع عن حقوقهم على حد تعبيره الدائم ولكن هل لاحظ باسيل أنّه لا يمكنه حتّى “رصّ صفوف” تيّاره الذي أصبح شبه فارغ من أسماء أسّسته مع عمّه ميشال عون إذ شهد التيّار على استقالات عديدة نتيجة للسياسة التي يتّبعها “الصهر المدلّل” وكان آخرها استقالة عضو تكتل لبنان القوي ورئيس لجنة المال والموازنة النيابيّة النائب ابراهيم كنعان، كما كان قد تم في وقت سابق فصل النائب الياس بو صعب الذي جاء به تحالف “بري – بوصعب” إلى نيابة رئاسة مجلس النوّاب بعد أن صوّت البعض من الوطني الحر لصالح رئيس المجلس نبيه بري مقابل تصويت نوّاب حركة أمل لصالح بوصعب.

يضحي باسيل بقيادات كبيرة في تيّاره في محاولة للسيطرة عليه وإذا قمنا بتوسيع التجربة نكتشف أنّه مستعد للتضحية بالوطن من أجل أغراض ومكاسب شخصيّة.

هنا نسأل: عند اتخاذ قرار انتخاب رئيس للحمهوريّة هل سيطلب باسيل من الحزب قراءة الشق الأوّل من كلامه فقط من أجل الحفاظ على التحالف؟