يا مار مخايل “لا تطير لي” الاتفاق

ديسمبر 14, 2022

A-

A+

منذ انتهاء عهد ميشال عون، وصهره جبران باسيل يسعى لخلافته، توجه نحو حلفاءه جميعهم، لفّ عواصم القرار، صرح على التلفزيونات وفي المقابلات، إما أنا أو لا رئيس.

ولكن شاءت أن تجري رياح الرئاسة كما لا يشتهي جبران، فحزب الله حليفه الوحيد كان يسعى بسليمان فرنجية نحو رئاسة الجمهورية، وفي ظل معارضة شرسة من قبله حاول جاهدًا تعطيل هذا المسار، وضغط بكل قوته لتسيير الدفة نحوه، من دون جدوى.

رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوار معه ورده خائبًا: “بما أنك عم تتفاوض مع حزب الله كفي معو”. التأمت حكومة تصريف الأعمال من دون وزرائه وسحبت من تحت أقدامه الثلث المعطل، فراح يصدح بالردة والموال نفسه عن خرق حقوق المسيحيين وهو الحامي لحقوق الطائفة. وعلى خطٍ ثانٍ سار الحليف دون العودة إليه وخيّروه بين فرنجة وجوزيف عون، جن جنونه وزحف نحو بكركي طالبًا الحوار المسيحي، فجاء الرد سريعاً من القوات: “اللي بجرب مجرب بكون عقلوا مخرّب”.

أما آخر طلاته ظهر يلوّح بورقته الخاسرة “اتفاق مار مخايل”: “يا بتمشوا فيي رئيس يا أما بنسف الاتفاق”. وفي خضم هذه الخسائر ظهر في طلته الأخيرة يرمي بسهامه على الجميع يميناً ويساراً:

  • بري فاسد ويحمي الفاسدين ونحن ندعوه لوقف هذا الموضوع
  • فرنجية مرشح غير جدي ولا تمثيل له إلا بنائب واحد معتبرًا التمسك بترشيحه دون رضاه أمر يضرب الميثاقية
  • قائد الجيش ترشيحه يكرس ان كلّ قائد جيش عندما يصل الى المنصب يصبح همّه برئاسة الجمهورية، والازمة اليوم ليست امنية، بل اقتصادية ومالية وسياسية
  • القوات اللبنانية لا تريد الحوار معنا في هدف عودة الصف المسيحي وأن رئيس حزب القوات سمير جعجع هو من ضرب قلب اتفاق معراب
  • “نصر الله له مكانة خاصة في عقلي وقلبي، وأفكر به بشكل مختلف عن كل الناس” ولكن إذا لم يدعمني للرئاسة فإن تفاهم مار مخايل على المحك

لكن باسيل يعي جيدًا أن اتفاق مار مخايل انتهى من زمان، وقد تبين من خلال غزوة عين الرمانة، إن ميزان القوى المسيحي الشيعي الذي حاول هذا الاتفاق إرساءه، لا وجود له. فالقوى المسيحية الفعلية ليست بيد جبران ولا التيار، كما ان عون آنذاك لم يستطع وقف غزوة كانت قد تتطور إلى حرب أهلية.

وباسيل يعي جيدًا أنه أصبح خارج اللعبة السياسية اللبنانية، فتسوية جديدة تعقد والتيار الوطني خارجها، وحزب الله وجد بديلًا عن التيار يغطيه سياسيًا وقد ربط خط مباشر مع “الأميركي”، مقابل القليل من التنازلات من قبل الإيراني في لبنان، تمهيدًا لتسهيل المرحلة المقبلة.

فأين جبران في المستقبل القريب، فيما تخلى عنه الجميع؟