أول بناء بلا قرميد في بيروت: إليكم قصة بيت بركات الشاهد على ذاكرة العاصمة

مايو 17, 2023

A-

A+

لا يمكنك أن تمر في السوديكو، من دون أن يلفت نظرك مبنى قديم أصفر وحده بقيَ على شكله وأساسه، بخلاف ما يحيط به من أبنية. شيّده السيد نقولا بركات وزوجته فكتوريا سنة 1924.

شيّد المبنى المهندس يوسف أفتموس وهو نفسه الذي صمم قاعة مدينة بيروت، وفي عام 1932 قام المهندس المعماري فؤاد كوزاه بإضافة طابقين اخرين مع إعطاء المبنى شكله الحالي ونقلت حجارة المبنى من دير القمر.

يوثّق بيت بيروت مرحلة أساسية من تاريخ لبنان العمراني، حين بدأ التحوّل من عمارة الحجر إلى استعمال الإسمنت المسلّح، وتمّ الانتقال من منازل القرميد إلى البيوت التي يفوق ارتفاعها الطبقتين ويجري الانتقال العمودي فيها عبر الأدراج الداخلية.

انتهت الحرب ورُمّمت معظم الأبنية المهدّمة جزئياً، وعادت العائلات إلى منازلهم، إلا منزل بيت بركات وسكانه، كيفورك أكوبيان وأنطون غانم ونبيه طبارة وابراهيم عياش وجوزيف غطاس وفيكتور بركات وغيرهم العشرات ممّن تنبئ أسماؤهم بتنوّع هويّاتهم وتنوع مدينتهم.

محالّ تجارية عدة كانت تزنّر المبنى، كيفورك أكوبيان لبيع السجاد، أنطوان غانم لبيع الأدوات المنزلية، الكندرجي نقولا طرّاف، وقربه الحلاق النسائي أفرام زغيب، ثم البقّال عبد الرحمن بحصلي ونبيه طراد صاحب محل سمانة، ومصطفى الشر لتصليح الدراجات.

واليوم، بات بيت بركات متحف «بيت بيروت» بعدما تسلمته بلدية بيروت وبالتعاون مع بلدية باريس، في العام 2003، وتم ترميمه وإنقاذه من موجة هدم فظيعة اجتاحت غالبية البيوت القديمة في عدة أحياء بقلب العاصمة اللبنانية، بعد انتهاء الحرب اللبنانية.

وبذلك أصبح هذا البيت الشاهد على تاريخ بيروت الجميل كما القبيح، متحف وملتقى ثقافي وفني وحضاري ومكان لحفظ الأبحاث والدراسات التي تتناول مدينة بيروت عبر التاريخ.