لبنان يكسر عزلته… “كتب بيروت” معرض ثقافي مفتوح

أكتوبر 27, 2022

A-

A+

 لطالما عُرفت بيروت عربيًا ودوليًا، بمركزها الثقافي المنفتح على العالم منذ الاستقلال. وها هي اليوم تنتفض مجدداً بعد أن حاولت بعض الجهات توجيه البلد الى ثقافة مغايرة لا تشبه واقعه ولا تعكس صورة وثقافة مواطنيه. 

فبعد أن شهدت بيروت محاولة “قولبة” من بعض السياسات الطامحة للسيطرة على كوادر الدولة، وذلك عبر فرض فكر يخدم بعض الأجندات السياسية في معرض كتاب كان منحصراً بفكر وجهة معيّنة، ها هي عاصمة بلاد الأرز، تذكُّرُنا مجدداً بدورها الثابت والفعّال في نشر ثقافة الكتاب والفكر العالمية التي اعتاد عليها اللبنانيون بحدثين بارزين كان لهما صدى ثورجي على محاولات التغيير.

فبين أحياء الجميزة ومار مخايل الذين نفضوا غبار تفجير مرفأ بيروت، انتقل محبي الكتب بين الكتّاب والمؤلفين، الذين وقعوا أعمالهم أمام حيطان  مساكنها القديمة في مهرجان الكتاب المجاني الذي أقيم بعد ظهر 22 تشرين الأول.

ولم يلبث أن ينتهي المهرجان حتى أطلّ “كُتب بيروت” وهو المعرض البديل عن “معرض الكتاب الفرنسي” الذي اعتاد عليه اللبنانيين لسنوات من المركز الثقافي الفرنسي والبعثة الثقافية التابعة للسفارة الفرنسية. فبعد غيابه عن الساحة بسبب الأزمات المتتالية التي عانى منها لبنان، من وباء كورونا للوضع الاقتصادي وغياب الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية، ها هي بيروت تعلن صمودها مجدداً كمركز ثقافي بارز عالمياً في 24 تشرين الأول.

“كُتب بيروت” هو عبارة عن لقاء أدبي يشارك فيه كتاب فرنسيون وفرونكوفونيون عالميون ولبنانيون لتوقيع الكتب وعقد مختلف الندوات من 24 حتى 30 تشرين الأول. وما كان عادةً يعتبر الحدث البارز والأهم في بيروت انطلق ليشمل لبنان واللبنانيين كافة، من الشمال إلى الجنوب، مراعياً لصعوبة التنقل.   

ومن المنتظر أن يشارك في المهرجان ضيوفٌ من 18 دولة، مثل الجزائر، وتونس، وتوغو، واليابان، والسنغال، وكندا، وسويسرا، وبلجيكا. وستتوزّع الفعاليات على أكثر من 40 فضاءً ثقافياً تُغطّي مناطق مختلفة في البلد، وهنا يمكنُ التماس شيءٍ من السعي إلى كسر المركزية التي تختزلها العاصمة، وما تحتاجُه بقيّة المُدن والبلدات البعيدة من انفتاح أكبر على مثل هذه الأنشطة. 

 حدثان بارزان رسّخا لنا اليوم أنّ بيروت كانت وستظل، رغم جميع المحاولات، مركزاً للثقافة الشاملة الحقيقية التي اعتدنا عليها.