بيروت ليست هنا… بيروت هاجرت الى دبي

مارس 21, 2023

A-

A+

انتقلت بيروت إلى دبي، بكل حفلاتها، محالها التجارية، مطاعمها، ملاهيها، شركاتها، أعمالها وحتى أفلامها وأغنياتها.

من غرائب التاريخ أن تكون أسوأ أيام من حياة بيروت هي الأفضل على دول الخليج. فاستطاعت دولة الإمارات أن تحتوي ست الدنيا.

إن ما يحصل ربما ضروري لتأمين استمراريّة الأعمال اللبنانية بظلّ اغتيال لبنان من قبل السلطة السياسية البالية المتحكمة في البلد والناس. لكن هذه المشهديّة من النزوح الكبير، تعصر قلب عشاق بيروت، التي أنهكها سرطان الحكّام.

يصعب علينا أن نستسلم لقدرنا، وأن نعترف أن ميليشيات السياسة نجحوا بقتل روح بيروت وتفريغها من كل شيء جميل وناعم وخلوق. يصعب علينا أن نرى عاصمتنا تموت بينما عواصم الجوار تزدهر وتخطو خطوات ثابتة نحو العالمية والصدارة.

افتتحت مطاعم لبنانية جمّة فروع جديدة لها في الإمارات، وفي العديد من الأحيان أقفلت فروعها في لبنان.

كذلك فعلت الشركات الناشئة التي نقلت مكاتبها وفرقها إلى الخارج. فعلى الرغم من تكلفة العمل المتدنية في لبنان مقارنة بالدولار، إلا أن غياب الحد الأدنى من مقومات البقاء والعمل معدومة، من كهرباء وانترنت. لذا شهد قطاع الشركات هجرة كبيرة.

كما في قطاع المطاعم والأعمال كذلك في مجال الفن والترفيه. فنزحت معظم الأعمال الفنية من لبنان إلى دول الخليج على الرغم من أن شركات الإنتاج الكبرى في العالم العربي هي لبنانية. شهدنا حفلات عرض لمسلسلات وأفلام لبنانية، في دبي بدل بيروت، وحفلات فنية ضخمة في الرياض بدل بيروت. وحتى مواقع تصوير المسلسلات والاغنيات المصوّرة انتقلت من قرب ساحة النجمة الخالية والصيفي إلى قرب برج العرب والميديا سيتي.

هل تموت المدن المريضة كالناس؟ هل تفلس وتغلق أبوابها كالشركات؟ هل تختفي من سجلات الفرح والنشاطات، والمسرحيات، والمهرجانات، والحياة؟ نعم تموت كالناس وتغلق كالشركات وتختفي كالذكريات. ويوم تموت بيروت يا سادة… ستموتون معها، هي قد تعيش من جديد في أيام قادمة أما أنتم فحين تحترقون بموتكم، لن يبقى عنكم إلا السباب ودعاوات الأمهات وبصيق من بقي من شعب.