“كانوا يعلمون بتوقيت سقوط الإهراءات”
أغسطس 1, 2022
A-
A+
عشية ذكرى مرور عامين على تفجير مرفأ بيروت، نعم انه تفجير وليس انفجار “قضاء وقدر” بل تفجير عمداً وعن سابق تصور وتصميم، سقطت أجزاء من اهراءات مرفأ بيروت، هذا الشاهد الصامت في ساحة الجريمة أيضاً عن سابق تصور وتصميم، بعدما أكلته النيران على مدى أكثر من 3 أسابيع وسط تلكؤ السلطة والمعنيين عن إخماد تلك النيران.
الخميس في 28 تموز، اتصل بنا أحد سكان منطقة مار مخايل المقابلة للمرفأ، ومن الأشخاص الذين تضرروا جداً من تفجير المرفأ وناشط في لجنة أهالي ضحايا التفجير، ليخبرنا بأن دوريات من الجيش اللبناني وقوى الامن كانت تجول في المنطقة وتُعلِم أصحاب المقاهي والملاهي والمطاعم أن عليهم إغلاق أبوابهم الأحد وفجر الاثنين ومنع اي مطعم من استقبال الزبائن.
تفاجأ أصحاب المطاعم والتجار من هذا الطلب الغريب من دون اعلامهم عن سبب هذا القرار، ليتبيّن اليوم ومع سقوط الاهراءات ان السبب وراء هذا الطلب هو “علمهم بتوقيت سقوط الإهراءات”.
وعلى ما يبدو، ان السلطة على دراية تامة ان الانهيار لن يطال جزء من الإهراءات بل كلها، إذ إن سقوط صومعة واحدة سيتسبب تلقائياً بانهيار الصوامع الأخرى تباعاً، حيث حذّر وزير النقل والأشغال العامة علي حمية أن “صومعتين وقعتا من الجهة الشمالية وصومعتين من الجهة الجنوبيّة قد تقعان في أي وقت ولم يحصل أي انفجار أو انبعاثات سامة ولا داعي للهلع ومن المتوقع أن تسقط الإهراءات كلّها واحدة تلو الأخرى”.
وبالتالي سقطت الاهراءات أمام أنظار الجميع من دون حسيب ولا رقيب والسلطة شاهدت هذا “الانتصار الوهمي” ومن دون أي تكلفة لتدمير الذاكرة الجماعية وطمس الحقائق في ساحة جريمة العصر.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي