هل سمع نصرالله صراخ الأطفال في بيروت؟
أغسطس 20, 2024
A-
A+
بضع ثوانٍ تُسمَعُ خلالها لعلعة وصراخ الأطفال في بيروت كادت لتقيم كل ميّتٍ ضميره حيّ من قبره، ليسعى جاهدًا إلى تجنيب لبنان الكأس المرّ المحتمل. طبعًا لن تؤثر في مَن باع ضميره في تل أبيب، وما أصبح واضحًا أنّ ملك الأنفاق وصاحب الإستراتيجيّات الفطنة نسي مرارة تموز، وما زال يحفر أعمق نفق تحت كل بقعة من أرض لبنان، أو ينبش حفرة قد نقع فيها جميعًا.
ما قصة “قواعد الإشتباك” هذه؟ الّتي مرّةً يلاعِب كل طرف فيها الآخر بتروٍّ ووفق قواعد لعبة، ومرّةً أخرى تشعر إسرائيل أنّها جاهزة للمنازلة، فنعيش كابوسًا نتأمّلُ كلّ يوم ألّا يصبح واقعنا يومًا. وهذا الكابوس نشاهده يحصل على مرّ الساعات والدقائق ولأشهر على شاشات الأخبار الّتي طغت عليها ألوان علم فلسطين الّتي أضحت باهتة، ما عدا اللّون الأحمر.
غريب مطبخ حزب الله الإستراتيجيّ، حيث يتباهى بقوته ويعرض عضلاته بينما قادته يُصطادون بسهولة غير متوقّعة بسبب الخرق الإسرائيلي الهائل الّذي ساعد في تحديد المواقع بدقّة وتنفيذ الإغتيالات في كل مكان وآخرها اغتيال فؤاد شكر. والغريب أيضًا تسخيف نصرالله لمثل هذه العمليّات، كأنّه يريد أن يعتاد جمهوره عليها لأنّه يعلم أنّها لن تتوقّف بسبب عجزه وتفوّق إسرائيل. وكيف يقبل أصلًا بقواعد إشتباك يكون الطرف الذي يتكبّد فيها خسائر أكثر من العدو بأضعاف؟
أمّا ما يُسمّى بالمجتمع الدّولي، ومهما توهّمنا أنّنا مدلّلين عنده أو أنّه سيحنّ علينا، فهو سيسلّمنا كما سلّم غزّة، حيث تتردّد الوفود الدوليّة إلى لبنان وتردّد أنّنا نقترب كل لحظة من الحرب المدمّرة ما لم ينه الحزب مغامرته الجديدة في الجنوب. والأكيد أنّه لن تصلنا المساعدات والطعام والأدوية قبل الصواريخ والقنابل والموت.
لم يعِ قائد الإنتصارات التاريخيّة بعد أنّ مصالح إيران لا تهمّنا، بل هي آخر همّ عندنا كلبنانيّين إذا كنّا نفكّر بمنطق سليم وحكمة. وجبهة المساندة لم تُسْنِد إلّا هدف نتنياهو في إطالة مدى الحرب أو توسيعها عند اللّزوم، لأنّ تجنيب غزّة مأساتها لا يعني تصدير هذه المأساة إلى جنوب لبنان، وربّما إلى جميع أراضيه.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي