“ورجعنا وحنكمل”… مشروع لإقناع اللاجئين بتلقي لقاح كورونا “ورجعنا وحنكمل”… مشروع لإقناع اللاجئين بتلقي لقاح كورونا “ورجعنا وحنكمل”… مشروع لإقناع اللاجئين بتلقي لقاح كورونا

“ورجعنا وحنكمل”… مشروع لإقناع اللاجئين بتلقي لقاح كورونا

سبتمبر 13, 2022

A-

A+

“منروح نعمل جولات عالبيوت لنقنع الناس تاخد لقاح كورونا، مندق عالباب، اوقات في ناس بيفتحولنا وبيستقبلونا، واوقات بسكروا بوجنا الباب، وفي ناس بتتمسخرنا بقولوا نحنا عم نتاجر فيهن مناخد مصاري ع كل شخص بياخد لقاح كورونا”… هذا ما قالته العاملة اليومية في مشروع المجتمعات المؤهلة للعمل الممول من اليونيسف والمنفذ بالشراكة مع أنيرا وجمعية البرامج النسائية في مخيم البداوي.

تتعدّد دوافع الشك في تلقي لقاح كورونا بالنسبة للبعض، لتشمل الخوف من التعرّض لضرر طويل الأمد نتيجة تلقي أنواع محددة منه، أو اعتقادهم أن اللقاح غير فعّال لبعض الفئات، من بين هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان.

ومن منطلق التأكيد على أهمية تطوير استراتيجيات اتصال صحيّة وفعالة تستهدف الجمهور، من أجل توعية الناس حول أهمية تلقي اللقاح الذي بات يمثل طوق النجاة لشعوب العالم من جائحة كورونا، أطلقت جمعية البرامج النسائية WPA بالتعاون مع جمعية أنيرا وبدعم من اليونيسف، حملة توعوية بعنوان “ورجعنا وحنكمل” وذلك ضمن مشروع المجتمعات المؤهلة للعمل.

وطالت الحملة المستمرة منذ أكثر من عام كامل المخيمات في لبنان وخصوصاً مخيم البداوي الذي  قامت الأونروا بتأسيسه عام 1955، وبعد أحداث مخيم نهر البارد وأحداث سوريا لجأ للمخيم نازحون من نهر البارد ولاجئون من فلسطينيي سوريا ومن السوريين، وبات يقدر عدد سكانه الآن حوالي 40000 نسمة.

إذ يقّدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حوالي 463,664 نسمة وفق إحصاءات الأونروا للعام 2017، والعدد الأكبر منهم يعيش داخل المخيمات والتجمعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال في لبنان. حيث يُشّكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عُشر سكان لبنان الذي يتراوح تعداده حوالي 4,7 مليون نسمة.

وبحسب جمعية البرامج النسائية تم تلقيح أكثر من 70% من سكان المخيم بلقاح كورونا ومن مختلف الجنسيات والأعمار.

ولتحقيق الأهداف المرجوة، تقول ولاء أبو خرج منسقة مشروع المجتمعات المؤهلة للعمل الممول من اليونيسف والذي ينفذ بالشراكة مع أنيرا وجمعية البرامج النسائية إنه جرى تدريب مجموعة كبيرة من المتطوعين حول كل ما يتعلق باللقاح، لتمكينهم من تنظيم جولات على المنازل والطرقات لإقناع اللاجئين بضرورة أخذ لقاح كورونا.

وتضيف أبو خرج أنه بفضل حملة “ورجعنا وحنكمل”، تم تسجيل أكثر من 70% من المقيمين في مخيم البداوي على منصة وزارة الصحة، بعدما تبيّن أن عددا لا بأس به من هؤلاء، لم يسجّلوا لتلقي اللقاح لأنهم لا يعرفون طريقة التسجيل الإلكتروني، وآخرين يتخوّفون من العوارض الجانبية الخطيرة التي قد يتعرضون لها بعد تلقيهم اللقاح، إلى جانب نسبة ممن يجهلون خطورة الفيروس أو غير مقتنعين بوجوده، لافتتاً أن أغلب اللذين أخذوا اللقاح تمكنوا من من أخذ الجرعة الأولى والثانية والثالثة والآن يتحضرون للجرعة الرابعة.

وشددت أبو خرج على أن فريق الحملة وضع نصب أعينه ضرورة العمل على نشر المعرفة بين الناس للوصول إلى قناعة بأن الخطورة قليلة جدا مقارنة بما نجنيه من اللقاحات لافتتاً إلى أن كافة الجهود متوجهة نحو الاشخاص البالغين من العمر 12 عاماً والذين يسمح لهم بأخذ اللقاح. وتابعت “حفاظا على سلامة المجتمع، من المهم جدا تصحيح المعلومات الخاطئة لدى اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية حول لقاح كورونا، وإعطائهم الثقة بهذه اللقاحات التي اعتُمدت من قبل منظمة الصحة العالمية بعد إجراء تجارب واختبارات عديدة”.

ووسط توصيات من منظمة الصحة العالمية بتوزيع عادل للقاح، وإعطاء الأولوية للفئات العمرية والفئات الأكثر تعرّضا للخطر، لفتت أبو خرج إلى أنها عملت مع مجموعة كبيرة من المتطوعين والمتطوعات على مساعدة كل من يريد أخذ اللقاح بالتسجيل عبر المنصة الإلكترونية، خصوصا كبار السنّ الذين يجدون صعوبة في مواكبة التطوّر التكنولوجي.

وتضيف: “على الرغم من ذلك، فوجئنا بوجود حالة إنكار لفيروس كورونا، إذ صادفنا بعض الأشخاص الذين شككوا بوجود الفيروس ومدى خطورته. وكان من الصعب التفاهم مع هؤلاء بسهولة، إلا إننا حاولنا مرارا مشاركتهم بعض الحقائق العلمية حول الفيروس، ونجحنا أخيرا في إقناع بعضهم بالتسجيل لتلقي اللقاح”.

في السياق ذاته تقول دينا الخطيب العاملة اليومية في مشروع المجتمعات المؤهلة للعمل بدعم من اليونيسف وبالشراكة مع جمعية أنيرا وجمعية البرامج النسائية إنهم في الجمعية يحاولون إقناع اللاجئين بضرورة أخذ اللقاح نشر الوعي بينهم بكل ما يتعلق بكوفيد 19 وذلك لجعل أكبر عدد منهم ملقحين.

وتلفت الخطيب إلى أن المتطوعين/ات في الجمعية عملوا جاهدين لإقامة نقاط ثابتة لهم موزعة على جميع المخيم ومنها مستشفى الهلال، الاونروا، ومستوصف الشفاء ومن خلال هذه النقاط نقوم بإستقطاب الناس ولفت النظر إليهم ومن خلالها يبدأ الاشخاص بسؤالهم عما يفعلون ويتحدثون معهم عن كوفيد 19 واللقاح وبدورهم المتطوعون يتفاعلون مع الناس ويجيبونهم على اسالتهم ويوعونهم على حقيقة كورونا واللقاح بطريقة علمية.

كما أن هناك العديد من النشاطات تقوم بها الجمعية من أجل إقناع الناس بتلقي اللقاح ومن هذه النشاطات، الزيارات الميدانية واللقاءات التوعوية.

بالنسبة للزيارات الميدانية وكما يسمونها بجمعية البرامج النسائية Door to Door هنا يذهب المتطوعون إلى المنازل للحديث مع العائلات حول أهمية أخذ اللقاح وإقناعهم فيه. إضافة إلى اللقاءات التوعوية والتي تقوم على مبدأ عمل حلقات توعية لمجموعات إن كانت من النساء او الرجال او حتى الشباب والشابات يتبادلون الاحاديث حول كورونا وما يدور في خلجاتهم وخصوصاً من خوفهم من تلقي لقاح كورونا، يحاولون مرارا وتكرارا من اقناعم بالوقاية.

كما تعمل الجمعية بالشراكة مع أنيرا وبدعم من اليونيسف بإطلاق كل يوم أربعاء من 3 إلى 4 باصات وذلك لنقل كل من يرغب بتلقي اللقاح إلى المستشفيات المعنية ذهاباً وإياباً، وعند العودة يحصل كل شخص على سلة تحتوي مجموعة معقمات. وتلفت الخطيب إلى أن كل شخص يسجل شخصين آخرين لأخذ اللقاح يحصل على سلة غذائية وسلة تنظيفات وذلك لتشجيع الناس في المخيم على تلقي اللقاح لخلق بيئة آمنة.

إلا أن هناك العديد من المعوقات والتحديات التي تواجهها الجمعية العاملة في مخيم البداوي بحسب الخطيب ومنها عدم إستقبال الناس للمتطوعين والمتطوعات عند زيارتهم لهم، ومنهم من يتهمهم بالإتجار بهم وأنهم سيكسبون من وراءهم المال بعد أخذ الجرعة. لافتتاً إلى أن العديد من الناس في المخيم لديهم قناعة تامة بأن كورونا ليست موجودة نهائياً، ومنهم يشكك بجدية اللقاح، وأنه سيسبب لهم آثار جانبية أو موت.

وبحسب الخطيب فإن هناك خوف لدى البعض من الاصابة بكورونا او حتى اخذ اللقاح بسبب بعض الاشاعات التي تنتشر بالمخيم من أن تلقي العلاج لكورونا او أخذ جرعات اللقاح يؤدي إلى الوفات، إلى أن وصل الحد بالبعض بعدم القبول بزيارة المستشفى في حال الاصابة خوفاً من الموت.

والتحدي الآخر هو عدم وجود إرسال للخلوي داخل المخيم ما يؤدي إلى صعوبة تسجيل الاشخاص الراغبين بتلقي اللقاح على منصة وزارة الصحة، ما يسبب لامبالاة عند البعض بالذهاب لتلقي اللقاح، وعدم ضمانة الاشخاص بالنسبة للجمعية.

وبحسب اليونيسف، تعتبر اللقاحات من أهم التطورات في الطب الحديث. وقد ساعد استخدامها المتزايد في خفض معدلات وفيات الأطفال إلى النصف، وبالتالي إنقاذ حياة الملايين.

غير أن جائحة كوفيد-19 قلبت حياة الأطفال وأسرهم في جميع أنحاء العالم رأساً على عقب. وتعمل اليونيسف في لبنان وغيره من البلدان مع خبراء لتقديم الحقائق وليس الخوف، من خلال تقديم إرشادات موثوقة للوالدين ومقدمي الرعاية والمعلمين، والشراكة مع المستجيبين في الخطوط الأمامية لضمان حصولهم على المعلومات والموارد التي يحتاجونها للحفاظ على صحة الأطفال وأسرهم.

تم إنتاج هذا التقرير بدعم من مؤسسة مهارات ومنظمة انترنيوز ضمن مشروع RIT