دبّنا لا يرقص بل يقرأ… تعرفوا على كامل رواية دبّ إهمج
يونيو 21, 2023
A-
A+
تكثر الاخبار والخرافات والعادات القروية في لبنان، ويروى أن الأمير يوسف الشهابي كان يقيم الاحتفالات بعيد شفيعه القديس يوسف، في 19 آذار من كلّ سنة. وكان أبناء القرى يتوافدون إلى قصر الأمير لتقديم التهاني بالعيد. وبالمناسبة تقدم كل قرية ما عندها من عروض فولكلوريّة وتراثيّة مميّزة.
ومن هذه العروض ما قدّمته البلدات والقرى بالاعتماد على الدبّ. فالقرية الفلانيّة قدّمت دبًا يرقص. والبلدة الفلانية قدّمت دبًّا يلعب بالسيف. وتلك القرية عرضت دبًا يمشي على المحدلة، أمّا إهمج فقدمّت، في عيد الأمير يوسف، دبًا يقرأ، بحسب رواية أهالي المنطقة التي لا تزال متداولة حتى اليوم.
وقف دبّ إهمج خلف المنصّة التي فوقها كتاب الصلوات الطقسيّة في الكنيسة المارونيّة، وهو كتاب نصوصه مدوّنة بخطّ اليدّ على ورق أسمر سميك داكن. بدأ دبّ إهمج يقلّب أوراق هذا الكتاب بلسانه، يهمهم ويطلق صوتًا متقطعًا، ويستريح لحظة ثمّ يعاود تقليب أوراق الكتاب ورقة بعد أخرى، ويتابع الهمهمة وإطلاق الصوت المعتاد.
تعجّب الأمير يوسف، وسأل، ماذا يفعل هذا الدبّ؟ أجابه مدرّب الدبّ الإهمجي: إنه يقرأ في كتاب السنكسار ، يا سمّو الأمير.
وماذا يقول؟ إ نصوص هذا الكتاب، يا مولاي، سريانية. ودبّنا يقرأ السريانية…
انطلاقًا من هذه الرواية اشتهرت العبارة القائلة: “كل الدبب رقصت إلاّ دبّ إهمج”. نعم، دّب إهمج لم يرقص، ولم يتمكّن أحد أن (يرقّصه). ولكنه قرأ. إنه دبّ مثقّف وحضاريّ.
والرواية تكمل وتقول أنّ مدرّب الدبّ وضع بين الورقة والأخرى بضعة حبوب من الزبيب الذي يستسيغه الدبّ، ويقلّب الأوراق باحثًا عن هذه الحبوب اللذيذة.
عملاً بهذه الرواية الإهمجيّة التراثيّة، عمدت مؤسسات إهمج الدينية والمدنية إلى وضع رسم الدب الذي يضع النظارات فوق أنفه الأملس ويقرأ، في رأس مراسلاتها ومطبوعاتها المتداولة في داخل البلدة وخارجها.
الأكثر قراءة
- بدأت صناعته 2500 عامٍ قبل الميلاد… الفينيقيون غزوا العالم بالنبيذ اللبناني فريق منصة نقِد
- معلَم شاهد على تاريخ بيروت: تعرفوا على قصة ميدان الخيل فريق منصة نقِد
- رفعتْ الهوت كوتور اللبناني إلى المستوى العالمي: تعرفوا على مدام صالحة فريق منصة نقِد
- قمّة الشهداء ومقاومة الغزوات: تعرفوا على قصّة القرنة السوداء فريق منصة نقِد