تخطيط فتنفيذ فعرقلة… معلومات تكشف للمرة الأولى بقضية اغتيال الياس الحصروني

سبتمبر 7, 2023

A-

A+

“جبناء هم كخفافيش الليل تسللوا الى بلدة مسالمة هانئة يزرعوا الموت بهدف زرع الخوف، حصدوا الدمّ ولكن طالما في عروقنا دمّ لن يحصدوا الّا مقاومة، مقاومة، مقاومة”. هكذا استهلّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلمته خلال قدّاس الشهداء السنوي في معراب.

هكذا صوّب جعجع أصابع الإتهام بوجه جهةٍ معيّنة، حيث اعتبر أن حزب الله هو المتهم الأوّل بجريمة قتل الياس الحصروني أو كما يعرفه الجميع في بلدته عين إبل الجنوبية، “الحنتوش”.

هنا تكمن اشكاليّة في نفوس الناس، فلماذا اعتبر جعجع ان الحادثة ليست بشخصيّة؟ وما هو الموقف الفعلي اليوم وراء كل هذه الأحداث؟

من جهته، أعرب رئيس الجامعة الشعبيَّة في حزب القوات اللبنانية، المحامي طوني نون، أنَّ ما حصل مع الحنتوش يُدرج تحت خانة “الرسالة السياسية” الموجهّة من حزب الله إلى القوات اللبنانيّة، والتي ينص محتواها على أنَّ الأفراد القواتيين الموجودين في قضاء بنت جبيل تحديدًا، يعتبرون بمثابة أسرى لديه.

كما وصف نون هذه الجريمة بـ”العمل الجبان” على اعتبار أن الياس الحصروني رجل في العقد السابع من عمره، ليست لديه أية صفة حزبيّة حاليّة، مستغلّين وجوده لوحده ليلًا، فغدروه وهو عائد الى منزله وخطفوه وقتلوه.

علاوةً على ذلك، اعتبر طوني نون أن حزب الله لم يسبق له أن وجّه رسائله على هذا النحو، هو الذي قتل لقمان سليم بكاتم صوت غير مبالٍ بوجود كاميرات او عدم وجودها، وهو الذي قتل هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانيّة بالرصاص الحيّ أمام أعين الجميع، أُجبر هذه المرّة حزب الله على القيام بما نعته نون “مسرحيّة كاملة متكاملة”  كي تظهر للعلن على أنه توفي قضاء وقدر على أثر حادث سير مبعدًا بذلك يده عن الجريمة.

وأكمل معتبرًا أن “حزب الله يعمل على جرّ حزب القوات إلى مكان مظلم هو نفسه يعيش فيه، بما معناه، أنه هو صاحب السلاح غير الشرعي والقوة العسكرية غير الشرعية عاطيًّا لنفسه الحق بفتح حروب عشوائية”. ولكن وكما قال نون أن “هذا الأمر بالطبع غير مطروح “قوّاتيًّا”، فلن يسمحوا له بجرّ الحزب بقيادته وقاعدته الشعبيّة للمعركة التي يريدها وبالتوقيت الذي يفرضه. فالمعركة مع حزب الله سياسيّة بحتة لا عسكريّة. ولو أن الأخير ربح معاركه سياسيًّا لما كان سيلجأ لمنطق القوّة، ولكنه وكما يتضح، هو خاسر”.

وأخيرًا، توجه طوني نون لحزب الله برسالة: رغم مقاتليك وصواريخك وسلاحك، “ع بعبدا ما بتفوتوا”.

وفي كلمته، كان قد لفت جعجع إلى معلومات جديدة مرتبطة بعملية القتل، لم تفصح من قبل، إذ أعلن أن أربع قرى خرجت منها السيارات التي خطفت الحصروني وهي عيتا الجبل، برعشيت، بنت جبيل وحنين.

وبحسب مصادر قواتية، “حزب الله لا يسمح للقوى الأمنيّة بأن تحقّق داخل القرى التي خرجت منها السيّارات التي اختطفت الياس الحصروني”.

هذا على صعيد التحقيقات، أما على صعيد الأحداث التي سبقت اغتيال “الحنتوش” وتبعته، لابد من التذكير بالاحداث التي شهدتها بلدة رميش، البلدة الجارة لعين ابل وأهلها على علاقة وطيدة مع الحنتوش، حيث لأول مرة كان قد واجه أهالي البلدة بشكل واضح وصريح عناصر جمعية “أخضر بلا حدود” التابعة لحزب الله وهي جمعية تدعي انها ذات عمل بيئي. حيث وقع اشكال بين أهالي البلدة وعناصر ملثمين تابعين لأخضر بلا حدود لتعديهم على املاك خاصة ومساحات واسعة تابعة لأهالي بلدة رميش ووقتها تدخل أهالي عين ابل وخصوصاً الياس الحصروني لمناصرة أهالي رميش من تعديات الحزب.

وبعد مقتل الياس الحصروني بـ3 أيام، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على منظمة “أخضر بلا حدود” غير الحكومية اللبنانية ورئيسها، بتهمة “دعم وتغطية نشاطات حزب الله” في جنوب لبنان على مقربة من الحدود مع إسرائيل.

وقالت الوزارة في بيان إن المنظمة التي يتمثل هدفها المعلن بالحفاظ على المساحات الطبيعية وإعادة زراعة الأشجار، تشكل في الواقع “غطاء لأنشطة حزب الله على طول الخط الأزرق، حيث لدى الجمعية مواقع يديرها أعضاؤها في عشرات النقاط”.

وأوضح البيان أن هذه المواقع هي غطاء لمخازن تحت الأرض وأنفاق يخزن فيها حزب الله ذخائر.