


الملف الرئاسي في غياهب النسيان: هل يُغرِق “طوفان الأقصى” ترشيح فرنجية؟
أكتوبر 12, 2023
A-
A+
لا يزال الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة، وخصوصاً بعد عملية “طوفان الأقصى”. شهدت الأيام الأخيرة، زحمة موفدين وحركة مكوكية لانهاء الفراغ من دون جدوى. وبعد تراجع زخم المبادرة الفرنسية التي قادها المبعوث الفرنسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان اثر اجتماع اللجنة الخماسية الاخير، سحبت اللجنة البساط من تحت فرنسا وسلّمت قطر زمام الأمور، فباتت الآمال معقودة على دور الآخيرة في حلّ المعضلة اللبنانية. هي التي جمعت اللبنانيين سنة 2008 في الدوحة عقب أحداث ٧ ايار، وساهمت في ارساء تفاهمٍ جديدٍ بينهم عُرِفَ باتفاق الدوحة، وأنتجت تسوية أتت بميشال سليمان رئيسا للجمهورية.
فهل تتكرر تجربة الـ2008 اليوم وتفعلها قطر من جديد؟ وهل يتخلى الثنائي الشيعي عن دعم ترشيح حليفه سليمان فرنجية؟ وأين أصبح الملف بظل هذا الحجم من التطورات التي تشهدها المنطقة؟
النائب وضّاح الصادق استبعد في حديث عبر منصة “نقد”، أن يكون قد طرأ أي جديد على الملف الرئاسي، لافتا الى أن “الموفد القطري يستكمل المبادرة الفرنسية، والموفدان الفرنسي والقطري لم يستطيعا الوصول بعد الى الطريقة الافضل للتعاطي مع الازمة اللبنانية، مشدداً على أن “طالما انهما يعطيان بعض الامل لمحور الممانعة لاعادة تجربة الـ2014-2016 وابقاء البلاد من دون رئيس الى حين فرض الرئيس الذي يريدونه، وطالما أنهما يتعاطيان مع لبنان على انه لا يزال في نظام المحاصصة وأن هناك أفرقاء معينين عندما يتحاصصون ويتفقون يأتي الرئيس بظل استبعاد الجو التغييري، فمن الصعب ان نتقدم باتجاه انجاز الاستحقاق”.
وعن المعلومات التي تفيد بأن البحث بات يتركز حول الذهاب نحو الخيار الثالث، يقول الصادق: “من الطبيعي انه أصبح هناك خيار بالذهاب نحو المرشح الثالث وانا قلت منذ فترة الاّ حظوظ لسليمان فرنجية بالوصول الى سدّة الرئاسة، ولا زلت على هذا الرأي”، معتبراً أنه “كان الاجدى به أن يعلن ترشيحه قبل أن يعلن الثنائي الشيعي تسميته”، مشيرا الى أن “ما أدّى الى تراجع حظوظه هو تسميته من قبل الثنائي لانها كانت بمثابة تحدٍ”.
وأضاف، “نحن كمعارضة ذهبنا نحو المرشح الثالث ودعمنا النائب ميشال معوّض وكان خياراً جدياً عندما عمد الاخرون إلى التصويت بورقة بيضاء”.
من جهتها، قالت النائب نجاة صليبا، أنه “سبق وأعلنت في البيان الذي أصدرته، أن ما أجبرني على الخروج من مجلس النواب هو أن القرار لم يعد بيد النواب الموجودين فيه، على اعتبار ان معظم الافرقاء مرتهنون الى الخارج وتوجهاتهم لا تصب في مصلحة لبنان انما في مصلحة الدول المرتهنين لها”.
ولفتت صليبا في حديث لـ”نقِد”، الى أنه “لا ارى أي أمل أن يكون للاستحقاق الرئاسي مكان على الطاولة خصوصاً بعد التطورات التي تجري في المنطقة، وأنا منذ البداية لم أصدق انهم يريديون إنجاز الاستحقاق”، مشددة على أن “هذه السلطة التي انتهكت شعبها ونهبته ودمرت بلدها، لا تعرف أن تبني بل أن تدمّر فقط”.
وعن إمكانية تراجع الثنائي الشيعي عن دعم ترشيح فرنجية، تقول صليبا: “محور الممانعة لديه خلط اوراق حاليا، وهو كان دائما يبدّي مصلحته على مصلحة البلد واليوم مع التطورات الحاصلة لا اعتقد انه سيتراجع عن دعم حليفه”.
لا شك أن الملف الرئاسي بات في غياهب النسيان، فعملية “طوفان الأقصى” قلبت الأمور رأسا على عقب، والاهتمام الخجول مقارنة بفداحة الاوضاع اللبنانية التي كانت توليه الدول للملف اللبناني، من المرجّح أن يتضاءل أمام حجم ما تشهده المنطقة، فيبدو أن الملف الرئاسي رحّل مجددا الى أجل غير مسمى.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي