وستنتصر حماس وإسرائيل على دماء الغزاويين

أكتوبر 20, 2023

A-

A+

أصبح همنا الوحيد اليوم أن ينجو الشعب الفلسطينيّ، أن يتجنّب وحشاً هائجاً يحظى بدعمٍ عالميّ، ويسيطر على عقول العالم أجمع.

فقوّة إسرائيل، لا تقتصر على القنوات الإعلاميّة التي تمتلكها وتسيطر عليها، ولا على رؤوس الأموال الهائلة التي تحتكم لإمرتها، ولا العلاقات السّياسيّة والدبلوماسيّة التي ازدادت في الآونة الأخيرة، بل هي قوّة عسكريّةٌ عظيمةٌ على بحر المتوسّط، تمتلك ترساناتٍ عسكريّة وقواعد مجهّزة للدفاع ومتأهبة للتّصدي في أيّ وقت، تشتهر بابتكاراتها التكنولوجية ولديها صناعة دفاعية قوية.

وقد طوّرت تقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود والسهم. كما تشتهر بقدراتها الاستخباراتية، والتي تعتبر حاسمة للأمن القومي.

ويعتبر سلاح الجو الإسرائيلي من أكثر القوات الجوية تقدماً وجاهزية للقتال في العالم. وهي تشغل طائرات مقاتلة حديثة وطائرات مراقبة وأصول جوية حديثة أخرى، ولها قوة بحرية على الرغم من صغر حجمها نسبيا مقارنة ببعض القوات البحرية الأخرى، إلا أنها حديثة ومجهزة بقوارب صواريخ وغواصات وسفن دورية.

ولعلّ إسرائيل، تشتهر بسلاحها الجوّي المزود بمقاتلات الشبح إف-35، وبمجموعة واسعة من القنابل الذكية التي تصيب الأهداف بأقل قدر من الأضرار الجانبية، وبمنظومة عمليات ترتكز على الشبكة العنكبوتية يتم فيها استخدام المستشعرات على عدة مستويات لاكتشاف الأهداف وإصابتها.

لكنّ الهمّ الأكبر والفاجعةُ الحقيقيّة أنّ إسرائيل تمتلك 400 رأس نووي، وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السّلام فإنّ إسرائيل لديها ما يقرب من 80 سلاح نووي موفور، منها 50 رأس حربي مجهز للإيصال بواسطة صواريخ أريحا الباليستية متوسطة المدى و30 «قنبلة ثقالة» (قنبلة غير موجّهة) مجهزة للإيصال بواسطة الطائرات، والجدير ذكره أنّ إسرائيل باجتياحها للبنان والذي وصلت به للعاصمة بيروت لم تكن بحرب، بل كانت تنفّذ عمليّة عسكريّة، ولكم أن تتخيّلوا قوّتها العسكريّة.

إنّ استعراض هذه الأرقام، ليس بهدف التّخويف، ولا الخضوع والخنوع لهذا العدو الغاشم، ولا حتّى القبول بما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحقّ الشّعب الفلسطينيّ، بل هو استعراض بهدف التنبيه، لأنه من الواجب علينا أن نعرف عدوّنا، وأن نأخذ بعين الاعتبار كلّ الخطوات التي قد يخطيها البعض منّا دون علمٍ منه بخطورة هذه الخطوة وجبروت هذا العدو الغاشم.

هذه المعلومات والأرقام والأسلحة، ليست مخفيّة أو صعبٌ الوصول إليها، فبكبسةِ زرّ يمكن لأيٍّ كان أن يطّلع على هذه المخاطر المحيطة بنا، وإنه لمن الغباء عسكريّاً أن تقدم أيّ دولةٍ أو جماعة على رمي هذا الوحش بحجر دون توازنٍ في القوى، لأنّ الوحوش لا تغنّي ولا تصبر ولا تُحبّ.

ولعلّ إسرائيل كانت بانتظار خطوةً غبيّةً لتدخل قطاع غزّة، فالمجتمع الدولي كان يصدّها في كلّ مرّة عن اقتحام غزّة بحجّة أنهم مسالمون ولا يشكلون خطراً، لكنّ ما حدث مؤخراً على يد كتائب القسام وغيرها من الجماعات أعطى إسرائيل تصريحاً عالمياً مباشراً ومؤكداً لتدخل غزّة بحجّة الدّفاع عن النّفس، ولا نعلم ما الهدف حقيقةً من هذه الخطوة وبهذه الموارد القليلة جداً والخجولة التي يمتلكها القسّاميون، قياساً بما تمتلكه إسرائيل، ولماذا قاموا بهذه الخطوة وهم يعلمون حقّاً أنّه ما من داعمٍ لهم، ولن يقف أحد بصفهم، ولن يدعمهم لا العالم ولا المجتمع العربي، كان الأمر أشبه بعمليّة انتحاريّة يعلم القسّاميون نتائجها قبل تنفيذها، وهي الموت، ثمّ الموت، ثمّ الموت!

وأصبح واضحاً للقاصي والدّاني أنّ الضحية الأولى والأخيرة هي الشّعب الغزّاوي الذي لا يؤيد بكامله ما تقوم به حماس بل أنّ لحماس عدّة آلاف من الغزّاويين، الذين يبلغ عددهم الملايين، فهل يعقل أن يتحكّم الألف بالمليون؟ وأن يحدّد مصيره؟

من أخبر إسماعيل هنيّة أنّ الطلاب في المدارس والجامعات، والمرضى في المستشفيات، والعجّز في المنازل، والنّساء في المنازل مستعدون للقتال؟ أم جائه الأمر الإلهيّ؟

وما هذا الغباء لتواجه بأسلحتك البدائيّة وحش المتوسط؟ ألم تعلم أنه سيأكلك من دون رحمة؟ أم أنك والإسرائيليّ ومن يدعمكما تريدون للشّعب الغزّاويّ الزوال؟

فلسطين قضيّة الشّرفاء لا الأغبياء، الشّرفاء الذين يدرسون، يخططون، يدركون ما معهم وما عليهم، والذين يدركون حجم عدوّهم قبل أيّ شيء لئلا يتسببوا بقتل كلّ الذين قُتلوا من الأبرياء والمسالمين.

نعم إسرائيل عدو يستحقّ الإبادة، ولكنه قويّ، والاعتراف بقوّته يدفعنا للتمعّن قبل اتّخاذ أيّ خطواتٍ غبيّة.

الرّحمة للشهداء، والصبر لكلّ العالقون في غزّة، ضحايا التسرّع والهمجيّة.