جيلبير شاغوري: سمسار الممانعة في اللعبة الرئاسية

أبريل 4, 2023

A-

A+

ليستْ أول مرة يتردّد إسم جيلبير الشاغوري في ميدان صناعة الرئيس في لبنان… رجل الأعمال الذي لم يتقدّم إلى الواجهة السياسية من بوابة المَناصب في الداخل، يحرص أن يكون له، كما يقول المَثَل اللبناني «قرص في كل عرس» فيدخل إلى الأروقة السياسية المحلية من الباب الخارجي، عبر علاقاته الدولية ولا سيما الأوروبية منها.

هو رجل أعمالٍ من أصل لبناني وُلد في نيجريا، عائلتُه من بلدة مزيارة الشمالية التي تنتمي إليها زوجته كذلك. وُلد من أبوين مُهاجِرَيْن، إلا أنه رجع إلى لبنان ودرس فيه، قبل أن يعود إلى نيجيريا حيث برز كرجل أعمال في قطاعات مختلفة، من البناء إلى الفنادق، والمصانع على إختلاف أنواعها، إضافة إلى القطاع الزراعي والإتصالات والتكنولوجيا.

وهو الآن ومنذ سنوات يحوم حول سليمان فرنجية ونبيه بري ورندى بري وآخرين، كما حام طويلا حول ميشال عون عندما كان رئيسًا للحكومة عام 1988، ثم انفض عنه بعد نفيه من لبنان الى فرنسا، رافضاً ان يقدم له اي فلس بعد ان طلب مقربين من الجنرال مساهمة شاغوري المادية لدعمه. ولما عاد عون الى وطنه كان شاغوري هو الذي احتضنه بطائرته الخاصة من فرنسا الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت .. ليشيد ميشال عون به واصفاً إياه بأنه رجل دولة.

يراهن هذا الثري على ان نبيه بري سيوصل سليمان الى الرئاسة  فتراه شديد الاعجاب بكفاءات نبيه ورندى بري فيدعوها الى باريس ليجمع لها التبرعات بحسب ما جاء في موقع “الشراع”، ويساهم بمحطة بري التلفزيونية، ويعين واحداً من جماعته عضواً في مجلس ادارتها، كما يعمل في باريس  بالتنسيق مع تيدي رحمة ورودولف سعادة  لإيصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

من نيجيريا إلى أميركا: أموال وعلاقات وصفقات

ربطتْه علاقاتٌ مع نظام الحُكْمِ في نيجيريا في عهد الرئيس ساني أباتشا، وعُرف بصلته القوية به الأمر الذي تَسَبَّبَ له بمتاعب وإشكالات بعد تغيير الحُكْم هناك، وتَرَدَّدَ أنه اضطر إلى دفْع أموال طائلة لاحقاً لتسوية أوضاعه.

أَسَّسَ أمبراطوريةَ أعمالٍ مترامية مع عائلته، وتوسّعت علاقاتُه الدولية من الولايات المتحدة إلى فرنسا والفاتيكان، إذ عُيّن سفير جزيرة سانتا لوسيا لدى الفاتيكان واليونيسكو والأمم المتحدة. وقد أثار تمثيلُه ردات فعل في سانت لوسيا وكُتب الكثير حينها عن «هبوطه بالمظلة» على الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي وعن علاقاته التي سمحتْ له بأن يحوز أرفع الأوسمة فيها ويصبح سفيراً لها.

اشتهر بعلاقاته الدولية والأميركية تحديداً وخصوصاً مع عائلة الرئيس بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، لكن إسمه أحيط بشكوك أميركية منعتْه من دخول الولايات المتحدة قبل أن يرفع دعوى قضائية مضادة لإسقاط القرار، ومع ذلك ظلت علاماتُ استفهامٍ أميركية تتردّد لدى دخوله كل مرة إلى الولايات المتحدة.

الصفقة الرئاسية بين الشاغوري بري وفرنجية

في لبنان اصطدم شاغوري مع جموح الصهر الصغير لميشال عون، وقد حاول شاغوري البقاء اقرب الى عون وصهره كما الى بري ورندى وسليمان.

وليس سراً أن الشاغوري قريب من فرنجية، ويقدّم له طائرته الخاصة في رحلات صيد وفي زيارات سياسية خارج لبنان. وقد وظّف علاقتَه في باريس من أجل تسويق رئيس «المردة» إبان مرحلة الشغور الرئاسي الذي أعقب إنتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان (بين 2014 و 2016). وهو الذي ساهم في توسيع حلقة تأييده مع الرئيس سعد الحريري آنذاك وبدعْمٍ من الرئيس بري. ضغط الشاغوري في تلك المرحلة من خلال علاقاته لتسويق إسم فرنجية في لبنان وخارجه، لكن وساطته فشلت وإتجهت التسوية إلى مكان آخَر، وغاب إسم رجل الأعمال ستة أعوام إلى أن عاد اليوم مجدداً.

مع الشغور الرئاسي الحالي وبدء الكلام عن تسويقٍ فرنسي لإسم فرنجية وإعلان الرئيس نبيه بري ومن ثم حزب الله دعْمهما له، عاد الشاغوري ليكون لاعباً أساسياً في مسار تسويق رئيس «المردة». وكل الكلام الحالي يدور في لبنان عن مساهمته في تزكية فرنجية لدى دوائر الإليزيه والمستشارين الذي يؤدّون دوراً في الإتصالات العربية والأميركية ولدى الكرسي الرسولي حيث لديه نفوذ قوي، من أجل الدفع بالملف الرئاسي إلى الأمام. لكن تَرَدُّد إسم الشاغوري وما يحوطه من ستار من الكتمان، يعطي للملف الرئاسي بُعْدَ الصفقة الرئاسية ومَلاحقها. فالشاغوري رجل أعمال، يتعاطى السياسة من باب العلاقات العامة، وهو في هذا المجال يستفيد منها في كلا الإتجاهين.

أطماع بري بمال الشاغوري

وعن علاقة شاغوري وأطماع بري، بحسب المصدر نفسه، “الشراع”، شاغوري يملك في شركة توتال الفرنسية نحو 10% من اسهمها، وتوتال ستعمل في الجنوب حيث يسيطر نبيه بري على حصة مهمة من النفط والغا ، وشاغوري شريك بري سيحاصصه في البحر من خلال توتال وهو مالك جزءاً من اسهمها، وقرب شاغوري من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعني العمل على خطين: الخط الاول نفطي لبناني ونيجيري، والخط الثاني دعم سليمان فرنجية. والخطان يركبهما نبيه بري بشبق ونهم غير مسبوقين.