التعطيل سلاح “الحزب” البديل
يناير 9, 2023
A-
A+
لا يختلف إثنان على مدى تأثير حزب الله بالسياسات الداخلية، الإقليمية، والدولية للبنان، فبين من يعتبره ميليشيا مسلحة وجماعة تحتل البلد بقوة السلاح، وبين الذين يعتبرونه مقاومة بوجه إسرائيل، وحزب سياسي مثل الأحزاب اللبنانية الأخرى، يبقى من المؤكد أن حزب الله من المكونات الأكثر تأثيراً – أو المكون – في الوضع الداخلي في لبنان.
أولاً ليس لحزب الله نشاطاً بقوة السلاح وحسب، فهناك عنهجية سياسية يمارسها حزب إيران في السياسة تبدأ من الدعوات للحوار عبر حليفه الأول رئيس مجلس النواب نبيه بري وصولاً إلى العرقلات التي يقوم بها أكان في الحكومات السابقة أو في الإستحقاق الرئاسي حالياً.
ثانياً، وفي موضوع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا مرشح بعد لقوى الثامن من اذار أو حلفاء حزب الله حتى الآن، وتبقى الورقة البيضاء عندهم سيدة الموقف في كل الدورات الأولى من الجلسات النيابية التي عقدت حتى الآن لانتخاب الرئيس. أما في الدورات اللاحقة، فكما اعتدنا من الحزب وحلفاءه قبل إنتخاب الرئيس السابق ميشال عون عام 2016، ينسحب نواب “الحزب” لتعطيل النصاب وعرقلة الإنتخابات بغية عدم إزدياد الأصوات لصالح المرشح المناهض للحزب رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض.
يدّعي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّه يعمل من أجل لبنان السيّد والمستقل، بينما هو يأتمر من الجمهورية الإسلامية في إيران. يدّعي أيضاً نصرالله أنّه لا يريد رئيساً يحمي المقاومة بل لا يطعنها في ظهرها، وهو لا يزال يبحث عن إسم يضمن له مطالبه ويرضي حلفائه غير المتفقين فيما بينهم.
ثالثاً، في المجال الحكومي، يبقى دائماً حزب الله على مطلبه بالثلث المعطل لإسقاط الحكومة متى يشاء دون الإكتراث لأوضاع الناس وأحوال الشعب اللبناني وأحياناً يصل الأمر حتى إسقاط حكومات، تماماً كما حصل مع حكومة سعد الحريري عام 2011 أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الأمر خير دليل على بلطجية حزب الله في الملفات اللبنانية.
في لبنان، أزمة إقتصادية، وإجتماعية، ومالية، تتخطى البطالة نسبة 40٪ وأكثر من 50٪ من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، إذ لا يجوز لحزب الله أن يبقى على استراتيجيته وممارسته غير الدستورية وغير قالانونية ولا أخلاقية.
حزب الله يحمي التهريب على الحدود، يغطي الفساد، يعادي القضاء في لبنان، يعرقل المسار السياسي والعمل الحكومي ويعطل الاستحقاقات، فإلى متى؟
المواجهة بوجه الحزب لا تزال ضعيفة جراء تشتت المعارضة، فالتغيريين في مكان، والأحزاب السيادية أي القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية، حزب الوطنيين الأحرار، الحزب التقدمي الإشتراكي، وقدامى المستقبل في مكان أخر. من المعيب ما يحصل في البلد بحق المواطنين، على الجميع أن يعي من خطورة الوضع وأن يستدركوا أن مستقبل البلاد متعلق بخياراتهم وقراراتهم.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي