ماذا لو إستفقنا ولم يعد هناك وجود لسلاح حزب الله؟ ماذا لو إستفقنا ولم يعد هناك وجود لسلاح حزب الله؟ ماذا لو إستفقنا ولم يعد هناك وجود لسلاح حزب الله؟

ماذا لو إستفقنا ولم يعد هناك وجود لسلاح حزب الله؟

أبريل 5, 2023

A-

A+

مما لا شك فيه أن سلاح حزب الله هو المسبب الأساسي لما يمر به لبنان من أزمات، لاسيما من أزمات داخلية على مستوى الدولة وكافة مؤسساتها، كما بين شريحة وأخرى في المجتمع اللبناني. أما على الصعيد الخارجي، سببت هذه الميليشيا المسلحة بأزمات دبلوماسية وقطع علاقات دول العالم وخصوصاً العرب مع لبنان وإنعدام ثقة المجتمع الدولي.

وهذا الأمر كان كفيلاً بعزل لبنان عن العالم وجرّه ضمن خانة الدول الممانعة، وازدياد المخاوف لدى المستثمرين العرب والأجانب. فماذا لو إستفاق اللبنانيون يوماً و”تسليم الحزب لسلاحه” كان العنوان المتصدر في الصحف كافة؟

إستفاق اللبنانيون يومًا، وإذ بسلاح حزب الله أصبح من ضمن أدراج تاريخ لبنان. عندما نتكلم عن إنتهاء عهد وجود سلاح “الحزب”، لا يعني هذا الأمر أن إختفاء الطائفة الشيعية أو شريحة معينة من لبنان ولا حتى إختفاء الوجود السياسي لـ”الحزب” وقاعدته التمثيلية. فوجوده السياسي تتقبله جميع الجهات السياسية اللبنانية إذ إلتزم بالشرط الأساسي “الذهبي” وهو العودة إلى لبنان ومرجعه الأول والأخير اللبنانيين ودستورهم وأحلامهم.

ربما ليس من الساعات الأولى من تسليم الحزب لسلاحه سيشهد لبنان تغيرات على السحات السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية والدولية، ولكن من المؤكد أن هذه التغيرات ستبصر النور بعد عدة أسابيع أو أشهر لا أكثر. أولاً، سيعود القرار الإستراتيجي بيد الدولة اللبنانية حصرًا، حتى أصغر القرارات التي تتخذ من الحكومات والمؤسسات العامة والقضاء التي كانت تحت تأثير الحزب ستعود وتصدر بإسم الشعب اللبناني.

أما إقتصاديًا، فستعود للبنان الثقة الدولية بأخذه الحياد الإيجابي كتموضع وسياسة دولية، فتعود الإستثمارات العربية والدولية للبنان، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الإقتصاد اللبناني واللبنانيين. كذلك إجتماعيًا، يصبح جميع اللبنانيين متساوين، فلا يعد هناك خلل بموازين القوى، ففعليًا يصبح العيش المشترك له فعاليته ولا يعود التقسيم حديث الساعة في البلاد. وكي لاننسى، عدم وجود هذا السلاح سيعيد لبنان لسنواته الذهبية التي أضحت اليوم أسطورة نحاول الوصول إليها.

كما رأينا، لا ضرر بتسليم حزب الله سلاحه، فالمخاوف من التهديدات الإسرائلية وإحتمال شن حرب جديدة على لبنان، يمكن مواجهتها من قبل الدولة والشرعية الوحيدة وهي قيادة الجيش اللبناني، فلنا كامل الثقة بالجيش اللبناني وبقدرته على حماية أراضي لبنان وسيادته.

مما لا شك فيه ان هذه السطور هي عبارة عن حلم نأمل ان يصبح واقع لأنه قد حان الوقت بأن ننعم كلبنانيين بالإستقرار بوجوهه كافة، وقد حان الوقت بأن بعود لبنان لسابق عهده، وطن التلاقي الحضاري و مركز الأمم من الناحية الثقافية و مرفأ الحوار والتلاقي لجميع الدول.