إسرائيل اشترت حزب الله بـ1400 كلم٢
أكتوبر 11, 2023
A-
A+
على خلاف كثير من اللبنانيين لن أطلب من حزب الله أن ينكفئ عن التدخل في الحرب على العدو الإسرائيلي، وهل يُعقل أن نتوقّع ممّن وقّع على بيع حدود الوطن البحرية مقابل الحفاظ على سلاحه كقوة ضغط داخلية أن يرمي حجرًا على العدو؟
لم يعد حزب الله عقائدي التوجه، وأصبح البراغماتي الأوّل الذي يبيع ويشتري لأجل مصالحه السياسة والاقتصادية، فهو استلذّ بالسلطة، وانتشى بأطماعه بالتسلّط والاستيلاء على الدولة. وباتت هويته المبنية على المقاومة مجرّد شعار سطحي “يضحكُ” به على قواعده الشعبية كلما “انحشر بالزاوية”.
نعم، إنّ ثمن عدم تدخّل حزب الله في الحرب على إسرائيل هو الإستيلاء على لبنان، ولو خُيّرت إسرائيل اليوم بين أن يحكم حزب الله لبنان، أو تحكم الدولة لبنان، فمن المطلق أن تختار إسرائيل الحزب، فهو الذي يؤمّنُ ضمانةً شاملةً لأمنها وأمانها لاسيما على الحدود الجنوبية حيث القاعدة الشعبية غبّ طلب الإرادة الحزبلاوية.
نعم، لن يدخل حزب الله في حرب ولن يدخل ربما إلا في مستنقع من تيكيلا الحروب يبنيها على جثث ضحايا البيت الأقدس، وربما سيطلق طائرة استطلاع من هنا أو صاروخ من هناك، أو ذبابة من فوق أو نملة من تحت، وربما سيدمّر ما تيسر من العتاد العسكري الاسرائيلي وكل ذلك في سبيل حفظ ماء الوجه أمام شعبه الذي يؤمن به بطريقة عمية من دون أي مراجعة للدور المساند الذي يلعبه الحزب للعدو.
أربعة أيام مرّت على الحرب، لم نسمع من نصرالله كلمة واحدة عن موقفه من القضية التي نشأ الحزب لأجلها، فماذا يقول؟ وماذا يتكلم؟
فلا هو يساند المقاومة في فلسطين ولا هو يستطيع أن يفاخر بصواريخه وألفية مقاتليه في هذا المسرح الهزيل. لأنّ بكل بساطة لن تقبل حماس به شريكًا في عمليتها المقاومة وكأنه يسحبُ الطّعمَ من الأسد، فالأفضل من ظهوره عدمه.
أما الفرنسي حليف الحزب في لبنان، فرفع علم إسرائيل على برج إيڤيل متوشحا قضية الشعب المختار أمام العلن. هذا الفرنسي نفسه الذي حارب مسيحيي لبنان بانتقائه مرشح الممانعة “فرنجية” على حساب إرادة الوطن المسيحية.
الفرنسي بمشهد واحد رفع علم إسرائيل ورفع لواء ترشيح فرنجية في الوقت عينه.
ما أجمل هذه المشهدية لتؤكّد براغماتية حزب الله السياسية للحصول على مصالحه وللتأكيد أن الحزب هو الحليف الصامت لسارقي الحدود البحرية من لبنان، وعلى لبنان والمقاومة السلام.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي