مين وصّلنا لهون؟

أغسطس 5, 2024

A-

A+

في 8 تشرين الثاني 2023، أدخل حزب الله لبنان في حرب حماس وإسرائيل تحت اسم “جبهة إسناد” لتخفيف الضغط على حماس وغزة.

قصفت إسرائيل، جراء إسناد ح*ب الله، قرى جنوب لبنان بآلاف المسيرات والطلقات، وسوت عدداً كبيراً من القرى الحدودية بالأرض، مما أدى إلى نزوح حوالي 90 ألف شخص من الجنوب صوب بيروت.

لم تسلم غزة أو ترتاح جراء إسناد ح*ب الله، بل تدمرت المدينة بالكامل من نيران إسرائيل الوحشية على المدنيين خصوصاً، فسقط أكثر من 40 ألف ضحية معظمهم من الأطفال والنساء، وانتشرت الأمراض والمجاعة وتشردت العائلات.

واصل حزب الله حربه دون احتساب التبعات على لبنان في الاقتصاد والأمن والسياحة وحياة الناس، فصعدت إسرائيل هجماتها وباتت تستهدف قرى البقاع، في حين لم يستجب الحزب لأي دعوات لحل دبلوماسي، وبقي مصراً على ربط مصير لبنان بغزة، فإذا تدمرت غزة، لماذا لا يُدمّر لبنان أيضاً، وكأن جبهة الإسناد لا تكون إلا بجر اللبنانيين إلى الدمار تماماً كما فعلت حماس مع غزة وأهلها.

في 27 تموز 2024، وبعد قرابة الـ10 أشهر على حرب الإسناد القاتلة، أطلق حزب الله صواريخً كعادته من الجنوب إلى شمال إسرائيل. في هذا اليوم، سقط صاروخ على ملعب أطفال في الجولان المحتل وقتل 12 شخصاً من العرب المحتلين.

على وقع ضخامة الحدث، سارع حزب الله إلى نفي أي مسؤولية له بما حصل، وحمل إسرائيل المسؤولية وكذلك فعلت هي. على الرغم من التقارير الدولية وتقرير اليونيفل الذي اعتبر أن مصدر الصاروخ هو حزب الله وانحرف عن مساره.

ردت إسرائيل على الحادثة باغتيال قائد رفيع في حزب الله وهو فؤاد شكر، يوم الثلاثاء الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، وبعدها بساعات اغتالت في طهران رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية.

نحن اليوم هنا. ننتظر مدى ضخامة رد الحزب وإيران على رد إسرائيل، لنرى إذا كان لبنان ومعه المنطقة سيدخل في دوامة حرب أكبر وصراع أشمل يدمر كل ما تبقى في لبنان من بنى تحتية واقتصاد يتهاوى.

الرعب الذي يعيشه كل لبناني اليوم كان يمكن تفاديه، والحرب المدمرة على لبنان كان يمكن تفاديها وتوفير الخراب الإضافي فوق رؤوس اللبنانيين بعد كل ما حلّ بهم من العام 2019 إلى اليوم.

يبدو أن حزب الله لبناني على الورق فقط. لا يهاب دمار لبنان ومقتل أهله ولا يخشى أن يسقط البلد نهائياً تحت الركام. بالنسبة له، من الطبيعي المخاطرة بمصير لبنان وكل اللبنانيين كرامة عين فؤاد شكر.