كيف سيتأثر التطبيع العربي الاسرائيلي بعد “طوفان الأقصى”؟
أكتوبر 10, 2023
A-
A+
أعاد الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية ووّجه ضربة للزخم الذي اكتسبه في الأشهر الماضية المسعى الأمريكي لابرام اتفاق تطبيع بين الدولة العبرية والسعودية.
جاءت عملية “طوفان الأقصى” غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول 1973، وفي ظل مسعى لإبرام اتفاق سلام بين الرياض وتل أبيب، سيكون في حال انجازه، الأحدث في سلسلة تفاهمات بين إسرائيل ودول عربية في الأعوام الأخيرة.
وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة الى كامل محور إيران وحلفاءها في المنطقة. وتنظر طهران، العدو الإقليمي اللدود لإسرائيل، الى اتفاقات التطبيع هذه على أنها “طعنة في ظهر” الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، أن إسرائيل باتت في حالة “حرب” بعد هجوم حماس، في تبدّل جذري عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورأى فيه أن اتفاقات التطبيع مع ثلاث دول عربية في العام 2020 أطلقت “عهداً جديداً من السلام”.
وفي وقت سابق، كان قد أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على تمسكه بـ“القضية الفلسطينية” كبند أساسي في المفاوضات الجارية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وكان شرط السعودية الأساسي إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وأتى ذلك في ظل الجهود الولايات المتحدة الحثيثة لإتمام ما تسميه بـ“صفقة القرن” الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط، مع إطلاق العلاقات السعودية – الإسرائيلية.
خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رفضت السعودية الانتساب إلى اتفاقية إبراهم، (اتفاق السلام الإسرائيلي الإماراتي الذي انتقده الفلسطينيون كونه يفرط بحقوقهم) في العام ،2020 بسبب موقعها المختلف سياسياً ودينياً في العالم العربي والإسلامي. لكنها الآن وفي صلب المحادثات الجارية بين الرياض وتل أبيب، تطرقت السعودية إلى ملف القضية الفلسطينية وإلى الحلول التي قد تقبلها إثر نجاح المحادثات. وبذلك تكون السعودية تطالب بتحقيق مبادرة السلام العربية “، التي أطلقها مؤتمر القمة العربية من بيروت في العام 2002، والتي تنص على عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب حزيران 1967، وعلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الأرقام 242 و338 و425، وعلى مبدأ الأرض مقابل السلام.
وقبل أيام من عملية “الطوفان الأقصى”، حضر وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس، مؤتمراً تابعاً للأمم المتحدة في السعودية، حيث اعتبرت هذه الزيارة إشارة إضافية على احتمالية التطبيع بين البلدين. وتسعى المملكة الحصول على ضمانات أمنية م وتنازلات من إسرائيل لصالح الفلسطينيين، ضمن الإطار المقترح للتفاوض والخاضع للمناقشة منذ أشهر عدة.
صعوبة تحقيق هذه الصفقة لا تعني استحالتها، وتتخللها بعض العقبات ومنها، استحالة تقديم الحكومة الإسرائيلية أي شيء لفلسطين وصعوبة موافقة الكونغرس الأميركي على الصفقة ووجود خلافات داخل العائلة السعودية حول التطبيع مع إسرائيل والالتزام السابق لسلمان بن عبد العزيز بعدم التطبيع مع إسرائيل في عهده. وكل ذلك حدث قبيل عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حركة حماس، وشهدت هذه العملية العسكرية انتصارات الفصائل الفلسطينية في الأراضي المحتلة على يد عناصر من كتائب عز الدين القسام (حركة حماس)، كما وثقت تلك الانتصارات عبر مقاطع مصورة.
وتمكنت عناصر حماس من التسلل واقتحام مستوطنات والسيطرة عليها وأسر وقتل الإسرائيليين. وأفادت حركة حماس أنها تمكنت من السيطرة عدد من المستوطنات بشكل كامل، تواصل فيها القتال لساعات طويلة، بالإضافة إلى قاعدة” زعيم “العسكرية.
وتشير بعض المصادر إلى محاول وزير الخارجية الأميركي” أنتوني بلينكن “ربط هذه العملية العسكرية بالتطبيع السعودي الإسرائيلي لكن المصادر نفسها أكدت أن العملية لا دخل لها بالتطبيع، ولا أدلة على تعلقهما ببعضهما.
الأكيد أن الحسابات التي كانت ما قبل “طوفان الأقصى” ليست نفسها ما بعد حدوثه. وبالتأكيد ان طريق الهند والتطبيع العربي الاسرائيلي سيتأثر بهذه الأحداث المستجدة التي فرضها الفلسطينيين في الميدان.