بجرّين الجبيليّة: تعرفوا على مدينة الأشباح اللبنانية

تقع بجَرين في منطقة جبيل. وتعرف اليوم ببلدة الأشباح المنسية بسبب هجرة سكانها لها. تخبّئ بجرين خلف بقايا جدرانها مأساةً حلَت بأهلها، وأجبرتهم على الرحيل تاركين أحلامهم للبحث عن الأمل في بلاد الاغتراب.

يُقال أن في تلك الايام كان يحكم هذه القرية  شخص من مشايخ آل نعمة وكان دكتاتورياً ويشغل الناس عنده بالسخرة و كان يراقب عماله عبر تلة تكشف الضيعة كلها وكان ينشر بين العمال رجال يعملون عنده ليخبروه ما اذا كان العمال يعملون بشكل جيد ام لا.

عمل أهلها بالزراعة وخصوصًا زراعة التبغ والحبوب وانتاج الحرير و بيدر القمح ولا تزال سهول القمح الى حد الان التي كانت تشكَل مصدر رزقهم الأساسي والوحيد، كانت هذه القرية لا يصلها المياه الا ان اهلها حفروا في الارض وعملوا على خزانات فوق الارض.

في العام 1915 أقفل سكان البلدة بيوتهم وتجمعوا لينطلقوا الى مرفأ بيروت حيث ركبوا القوارب متجهين إلى القارة الأميركية، لعلّهم يجدون الطمأنينة والاستقرار.

ويروي سكان القرى المجاورة ان الأهالي غرقوا جميعهم في البحر قبل الوصول إلى البرازيل، والبعض الآخر قال أنهم وصلوا سالمين إلى وجهتهم وأكملوا حياتهم هناك.

تبقى بيوت بجرَين اليوم صامدةً، وشاهدةً على ماحل بالقرية تصارع الأيام بانتظار من يعود ليفتح أبوابها.

فيمكنك التنقل بين بيوتها التي تروي بحجارتها قصة أهلها ويمكنك الوقوف عند أطلال الكنيسة الشاهدة على لحظات الحياة الاخيرة في البلدة.

اليوم، لا طريق معبدة تصلك الى البلدة، بل يتم الوصول اليها سيرًا على الاقدام.