اشتباكات على الحدود الشمالية مع سوريا: ماذا يحدث في الأردن؟

أعلنت القوات الأردنية فجر الاثنين دخولها بمواجهات مع مجموعات مسلحة تحاول عبور الحدود الشمالية للأردن مع سوريا.

وبينما استمرت المواجهات حتى ساعات المساء، أوضح المصدر العسكري أنه تم خلالها “ضبط صاروخ نوع روكيت لانشر عدد 4، وصاروخ نوع آر بي جي عدد 4، وألغام ضد الأفراد عدد 10”.

بالإضافة إلى “بندقية قنص نوع جي3، وبندقية نوع م16 مجهزة بمنظار قنص، وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة”. كما ضبط الجيش الأردني “كميات كبيرة جدا من المواد المخدرة”.

ما الذي يحدث على الحدود الأردنية السورية؟

تمتد الحدود بين المملكة الأردنية وسوريا على طول 375 كيلومتراً، ودائماً ما عانى الأردن من عمليات تهريب المخدرات على حدوده الشمالية، حتى من قبل الحرب السورية، لكن الوتيرة ازدادت بعدها.

وتأتي المواجهات المذكورة بعد 4 محاولات أعلنت عمّان إحباطها في غضون أسبوع واحد فقط، أدت حادثة منها إلى مقتل جندي أردني، بعدما اشتبكت قوات من حرس الحدود مع مهربين حاولوا العبور من الجانب السوري إلى الأردني.

بعد زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، القمة العربية التي تم عقدها في المملكة العربية السعودية، وتطبيع العلاقات العربية مع سوريا، وعدت الأخيرة بالسيطرة على حدودها، لكن هذا الأمر لم يحدث.

في الأول من أيار/ مايو الماضي، التزمت سوريا، في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية، بـ” تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها عبر حدودها”، لكن الواقع يشير إلى أن عمليات التهريب ازدادت بعد هذا اللقاء.

كذلك، منذ 5 أيام، التقى وزير الخارجية الأردني نظيره الإيراني، على هامش أعمال منتدى اللاجئين في جنيف، وطالب بشكل رسمي بالحدّ من التهريب على الحدود السورية الأردنية، وأيضاً ازدادت العمليات بعد هذا اللقاء، فيما اعتبره بعض السياسيين تصعيداً واضحاً.

فجر 18 كانون الأول/ ديسمبرـ كشفت القوات المسلحة الأردنية عن اشتباكات أكبر مع مجموعات مسلحة تم طردها إلى الداخل السوري، وعن وقوع إصابات بين أفراد حرس الحدود ومقتل أحد الجنود.

ودائما ما تحمّل عمّان مسؤولية عمليات التهريب لميليشيات “تدعمها قوى إقليمية” في إشارة إلى إيران، وتقول في المقابل إن حالة التصاعد ترتبط بضعف السلطة في سوريا، وبغطاء توفره أطراف داخل “الجيش السوري”.

وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند المبيضين لقناة المملكة إن “الأردن يشهد الآن نقلة نوعية سلبية في عملية التهريب، وذلك من خلال تهريب الأسلحة بالإضافة إلى المخدرات عبر طرق جديدة يستخدمها المهربون”.