جوليا بطرس والتسلق على دمار غزة

بعد غياب طال لسنوات عن كل القضايا العالمية وخصوصاً الأحداث اللبنانية من ثورة وانتفاضة شعبية، إلى تفجير بيروت، أطلت الفنانة جوليا بطرس مع بدايات الشهر الثالث للحرب على غزة بمقطع مصوّر بصوتها لأغنية تراثية قديمة بعنوان “بيضل عمري انفدى ندر للحرية”.

جميلة لفتة جوليا وفريقها التسويقي لنصرة الشعب الفلسطيني، لكن أين كانت هذه النخوة عندما انتفض الشعب اللبناني وطالب بالحرية ومحاسبة الفاسدين؟ جوليا التي غنت مراراً عن الثورة والغضب فضّلت السكوت وعدم مناصرة اللبنانيين وتحركاتهم.

عن أي حريّة تتكلمين يا سيّدة وانت من ناصرت النظام السوري الذي فجّر المدنيين والأطفال والنساء بالبراميل الملتهبة ونكّل بهم وشرد مئات ألاف السوريين إلى أصقاع الأرض؟ لماذا ازدواجية المعايير والمواقف؟

ماذا عن تفجير بيروت ومقتل خيرة شباب لبنان؟ أتعرفين سحر فارس، وجو نون، وألكسندرا نجار، وإلياس خوري وأكثر من 200 ضحية آخرين؟

عن أي حريّة تتكلمين وأي قضية وأي نصرة وزوجك يا سيّدة، صديق المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الجندي السابق في الجيش الاسرائيلي، الذي هو اليوم من يقترف المجازر بحق أطفال غزة وأهلها.

أليس  زوجك وجنرالك وحلفائهم هم من تنازلوا عن مئات الكيلومترات من مساحتنا البحرية لصالح هذه الدولة الغاصبة وقاتلة أطفال غزة؟

وماذا عن رسالتك المصورة إلى الصحافي الفلسطيني  الشهير معتز عزيزة (الذي يخاطب يومياً أكثر من 20 مليون متابع) قبل يومين على اطلاق أغنيتك؟ دعاية جيدة لتسويق نفسك والعمل بعد غياب دام لسنوات، ولكن الأكيد أن هكذا خطوة غير موفقة منك أنت تحديداً بظل ما يعيشه أهالي غزة من دمار وحروب ونكبات، وما هي إلا خطوة دنيئة للاستثمار في أوجاعهم ومصائبهم.