“مات شعبي على الصليب”: 108 سنوات على مجزرة kafno و sayfo
أبريل 24, 2023
A-
A+
كانت اللغة السريانية والثقافة والفنون والوعي السرياني على قيد الحياة حتى بداية القرن العشرين. ماذا حدث بعد ذلك؟
خلال الحرب العالمية الأولى، شهد لبنان إبادة جماعية نادراً ما يتم الحديث عنها، كانت أحداثها ما بين 1914-1918، تم التخطيط لها وتنظيمها وتنفيذها بدقة ضد الشرق المسيحي بأكمله، من ديار بكر إلى كيليكيا ومن طور عابدين إلى طور ليفنون (جبل لبنان). قضت الإبادة الجماعية على جميع المسيحيين: الأرمن والسريان الشرقيين (الآشوريين الكلدان) والسريان الغربيين (السريان الأرثوذكس والسريان الموارنة والروم).
في حين أن الجزء الأرمني من الإبادة الجماعية معترف به دوليًا كجريمة ضد الإنسانية، لا يزال الاعتراف بالإبادة الجماعية الآرامية والآشورية الكلدانية جاريًا تحت اسم SAYFO باللغة السريانية.
لا تزال الإبادة الجماعية في جبل لبنان والتي تعرف بإسمKAFNO غير معترف بها وهناك من يتظاهر بأن نصف السكان المسيحيين في جبل لبنان ماتوا بسبب غزو أسراب الجراد.
بعد أن عزل الأتراك العثمانيون جبل لبنان، يمكن القول أن الإبادة بدأت بالفعل. في عام 1916، استولى العثمانيون على كل القمح والمواشي واللحوم، لتلبية احتياجات جيشها على الجبه، وشرعوا في إزالة كاملة للغابات في لبنان، وأحرقوا جميع صوامع الغلال وصادروا أي مواد بناء.
مع الجوع وسوء التغذية ، جاءت الأمراض والأوبئة: التيفوس والكوليرا والطاعون وقضوا على جميع السكان.
لا يوجد طعام يمكن أن يصل إلى أي منطقة مسيحية في جبل لبنان. كان الموت في كل مكان. كان على كل مسيحي أن يموت. هذا بالضبط عندما جاء العثمانيون بفكرتهم الميكيافيلية حول طلب الصيدليات والأدوية وحتى الأطباء. تم إبعادهم من جميع القرى والمدن اللبنانية للتدرب على الجبهات العسكرية. حتى أن الشاعر الفينيقي اللبناني تشارلز قرم سُجن لتوزيعه الطعام على الجياع. تم محاكمة أساقفة سريان ومارونيين بالاعدام أو النفي.
وفقًا للمؤرخين، مات ثلث السكان، لكن هناك أدلة قوية في متناول اليد تظهر أن نصف السكان وليس ثلثهم قد ماتوا:
* كان عدد سكان منطقة حردين 1175 ، أصبح 300 فقط بعد الإبادة الجماعية. 225 مات و650 شخصاً هاجر.
* منطقة عبرين: كان عدد سكانها 1300، أصبح 320 فقط بعد الإبادة الجماعية، مات حوالي الـ630 شخصاً فيما عدد المهاجرين بلغ 350.
* شبتين: عدد سكانها 1035 أصبح 175. مات 650 حوالي الـ60٪، وهاجر 210.
وكان الكاتب جبران خليل جبران شاهد عيان على المجازر التي ارتكبت بحق سكان جبل لبنان:
مات أهلي على الصليب
ماتوا وأكفّهم ممدودة نحو الشرق والغرب وعيونهم محدّقة إلى سواد الفضاء
ماتوا صامتين لأن آذان البشرية قد أُغفلت دون صراخهم.
ماتوا لأنهم لم يحبّوا أعداءهم كالجبناء، ولم يكرهوا محبّيهم كالجاحدين.
ماتوا لأنهم لم يكونوا مجرمين .
ماتوا لأنهم كانوا مسالمين .
ماتوا جوعا في الأرض التي تدرّ لبناً وعسلاً .
ماتوا لأن الثعبان الجهنمي قد التهم كل ما في حقولهم من المواشي وما في أهرائهم من الأقوات .
ماتوا لأن الأفاعي قد نفثوا السموم في الفضاء الذي كانت تلمؤه انفاس الأرز وعطور الورد والياسمين .
مات أهلي واهلكم أيها السوريّون ، فماذا نستطيع أن نفعل لمن لم يمت منهم؟
إن نواحنا لا يسد رمقهم ودموعنا لاتروي غليلهم، إذن ماذا نفعل لننقذهم من الجوع والشدّة؟
هل نبقى مرتابين، متكاسلين، مشغولين عن المأساة العظمى بتوافه الحياة وصغائرها؟
إن العاطفة التي تجعلك تعطي شيئاً من حياتك لمن يكاد يفقد حياته هي الأمر الوحيد الذي يجعلك حريّا بنور النهار وهدوء الليل.
وإن الدرهم الذي تضعه في اليد الفارغة الممدودة إليك هو الحلقة الذهبية التي تصل ما فيك من البشرية بما فوق البشرية.
أصر جبران على وصف جبل لبنان بأنه «أرض الحليب والعسل» لأنه أراد أن يوضح الأمر: لم يكن هناك نقص طبيعي في الغذاء، ولكن ما أسماه بالعدو، خطط ونظم وتسبب في هذا الجوع. لم تكن الإبادة الجماعية لـ KAFNO كارثة طبيعية. كانت جريمة ضد الإنسانية، إبادة جماعية. مات الناس لأنهم كانوا مسيحيين!
استناداً لمذكرات كَتَبَ معظمها الآباء اليسوعيون في لبنان، كانت الناس، وبفعل الجوع والأمراض، تنهار على الأرض وتتقيأ الدمّ، وكانت جثث الأطفال ترمى بين أكوام النفايات. ويُقال إنّ أحد الكهنة صادف في العام 1917 أرملة ميتة منذ 3 أيام مع إبنها البالغ 10 اعوام الفئران نهشت أذنيه ووجنتيه.
وبعض الكُتُب تتحدّث عن حالات أكل لحوم بشر، ومنّها أنّ رجلًا قتل ولداه ليقتات منّهما كلّ يوم، وَلَدًا يأكل الحذاء المصنوع من جلد الحيوانات، وفتاة تأكل من النّفايات.
الأكثر قراءة
- أنطون سعادة وحزبه بعد 75 عاماً فريق منصة نقِد
- مطار “الحزب” الجديد على أراضي الرهبنة: قضم أراضي الأوقاف المارونية فريق منصة نقِد
- “مات شعبي على الصليب”: 108 سنوات على مجزرة kafno و sayfo فريق منصة نقِد
- قصة “السلطان جبران” الذي أصبح مليارديراً خلدون جابر