الجامعة اللبنانية تنزف وإضراب الأساتذة بوجه الطلاب
أغسطس 9, 2022
A-
A+
في خضم الأزمات التي تمر بها البلاد، وبعد أن أصبح حلم كل لبناني وكل طالب الهجرة بحثاً عن لقمة العيش، ها هو الآن الطالب يُحرم من فرصة العمر التي انتزعت منه عنوةً وأرغم على البقاء والمكافحة في ظل حاضر أسود ومستقبل مجهول.
بات الاضراب في الجامعة اللبنانية إحدى معالم هذه الجامعة ومحطة ثابتة مستدامة لدى أساتذة التعليم العالي. وبات حدثاً متوقع الحصول في كل عام جامعي، يطيح بالرزنامة الدراسية كما بأسس التعليم الفعّال والصحيح وذلك بهدف مطالبة الأساتذة بحقوقهم المهمشة في الجامعة.
وككل عام يدفع الطلاب وحدهم ثمن هذا الاضراب الذي نادرا ما يثمر بنتائج فعالة. إلا أن هذا العام ليس ككل الأعوام، إذ أبى الأساتذة الاكتفاء بإضراب واحد خلال العام الدراسي وأعادوا الكرّة مرة ثانية. وكانت العادة ان يتم إنهاء العام الدراسي في آب مما يسهل على الطلاب متابعة مسارهم المهني. الا أنه مع بدء الاضراب الثاني على التوالي، وتأجيل الامتحانات لنصف شهر أيلول فقد حرم آلاف الطلاب الراغبين في السفر كما الذين حصلوا على منح للتعلم في الخارج من اغتنام هذه الفرصة الذهبية خاصة وأن هؤلاء لم يعد لديهم أي أمل لمستقبل واعد في لبنان. آلاف الطلاب الذين تم قبولهم للتعلم أو العمل خارجا قد فقدوا الأمل في الهرب من عيشة بائسة في وطنهم الأم رغم جهودهم وسعيهم المتواصل للتفوق. ومن يأبه؟ لا أحد.
أكثر من عشر سنوات وجامعة الوطن تعاني، وأساتذتها تعاني، وطلابها تعاني وتعاني. إنما اليوم وفي أوج الأزمة، وفي أوج الاهمال السياسي والفوضى السياسية والتشريعية التي يمر بها البلد، هل كان الاضراب المتكرر الحل الأمثل لإعادة إحياء الجامعة؟ أكانت الإطاحة بمستقبل الطلاب وعلمهم الحل الأفضل؟ وهل هناك من يكترث بمصلحة هؤلاء الطلاب؟
بين إهمال الدولة وحقوق الأساتذة والموظفين، بات الاضراب يضرب أركان الجامعة وأساساتها ويضع الطلاب في مواجهة أساتذتهم. فالجامعة العريقة لا تكتمل بدون أساتذتها وطلابها معا. إنما الفساد والاهمال المتغلغل في عمق الدولة والمسؤولين وصلت تبعاته لتضرب الجامعة الوحيدة التي تعنى بكافة طلاب الوطن.
على أمل أن يتم التوصل الى حل وسط يعنى بحقوق الأساتذة والطلاب معا حتى لا يضرب أحدهم الآخر، ويتضامن الطرفين لإعادة إحياء الجامعة.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي