المعارضة الضائعة وبياناتها الاستنكارية… “سلاح الميليشيا اقوى”
نوفمبر 3, 2023
A-
A+
الحرب في غزة هي اكثر ما يشغل الرأي العام العالمي اليوم في ظل ما تشهده المنطقة من دمار واجرام. اما اللبنانيون فهم منشغلون بانتخاب رئيس للجمهورية وفيما اذا ستتطور الحرب من الجنوب الى الداخل اللبناني، كما يشاع لدى بعض الاطراف المقربة من حزب الله، ام ان ما يتم تداوله هو مجرد تحليلات و”لا خوف على لبنان”. الصورة غير مكتملة حتى الان في دولة مشلولة الارادة والادارة: لا رئيس، حكومة غير فاعلة ونواب امة منقسمون بين معارض وموال…
وعلى الرغم من ان هناك أعداد كبيرة من اللبنانيين صوتوا خلال الانتخابات النيابية بعكس ما تشتهيه إرادة محور الممانعة، إلا أن مصير جميع اللبنانيين اليوم بات معلّق على كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. صدّقوا! قرار السلم والحرب بات بعهدة قائد ميليشيا وليس الدولة.
وحدها قوى المعارضة ارادت من خلال بيانها ايصال رسالة تجاه ما يجري في المنطقة وفي الداخل اللبناني… فهل هذا كل ما يأمل به اللبنانيون وهل “بيان” يكفي لابعاد لبنان عن الحرب وانتخاب رئيس للجمهورية؟
شهدت الساحة اللبنانية في الايام الماضية، زيارة لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الى بنشعي للقاء الوزير السابق سليمان فرنجية، زيارة تحمل الكثير من الابعاد لدى قطبي “الرئاسة” فكل منهما يسعى جاهداً للوصول الى بعبدا. خطابات، بيانات وزيارات عديدة، على الساحة اللبنانية بالتوازي مع ما يجري في غزة، تحمل في طياتها العديد من المعاني في بلد وضعه حساس، في منطقة حساسة، تعيش حالة حساسة!
نعم، رؤساء احزاب ونواب ووزراء، يجيدون الزيارات الاجتماعية ويتقنون الاحاديث…احاديث ونقاشات لو سمح للرأي العام سماعها لربما كانت بغالبيتها نقاشات عن المسلسلات التركية-وما اكثرها- والنهايات السعيدة…
هل وحدها الخطابات والبيانات تكفي لوضع حد لما يجري على الاراضي اللبنانية؟
فقد صدر عن نواب قوى المعارضة بيان مفاده تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومطالبتهم المجتمع المدني بوضع حد للعنف بغية ايجاد حل مستدام وعادل للقضية الفلسطينية، مشددين ان للبنان الحق الدستوري من خلال “جيشه” وقواه العسكرية في الدفاع عن ارضه. وجاء في البيان ايضاً “نرفض بشكل مطلق جر لبنان الى حرب سيكون ثمنها غاليا جدا على لبنان”. مؤكدين ان الانتظام في لبنان هو حاجة ماسة لا يبدأ الا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية.
في حديث معه عما اذا كان بيان المعارضة يكفي لمنع اغراق لبنان في الحرب الاسرائيلية الفلسطينية، اكد النائب مارك ضو ان العمل الذي تقوم به قوى المعارضة ما هو الا مسعى سياسي للنأي بلبنان عن استدراجه للحرب. وهذا هو الدور الأساسي لحماية الوطن والمواطنين.
كما اضاف: “نعمل في الوقت ذاته على التواصل مع كل السفراء وممثلي الدول والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، لوقف العنف ووقف اطلاق النار في غزة، والمجزرة بحق الشعب الفلسطيني… هذا دور المعارضة اليوم”.
اما بالنسبة للضياع الذي نشهده في الحياة السياسية، فقد شدد ضو على مطالبتهم الدائمة كقوى معارضة بتفعيل المؤسسات من خلال خطة طوارئ لمواجهة الوضع الحالي. الاّ ان بيان المعارضة بحسب “ضو” لا يكفي لوضع حد لما يجري، لكنه يحدّد السقف السياسي، وعلى أساسه يكون العمل في اطاره، خاصة بالتواصل السياسي والديبلوماسي.
وفي ما يخص انتخاب رئيس للجمهورية قال:”خلال كل أزمة نمر بها، يتّضح أكثر ان تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية من قبل الثنائي هو جريمة بحق الوطن، خاصة في ظل هذه الظروف، ونحن بأمسّ الحاجة لرئيس جمهورية ولحكومة تنال الثقة لأن لبنان يقف على الحافّة، اقتصاديا، عسكريا واداريا من خلال الفراغات المتتالية”.
جبهتان في لبنان، “حزب الله” وحلفائه من جهة، وقوى المعارضة من جهة ثانية… الاولى تحارب بالسلاح والثانية بالكلمة! رقعة الحرب توسعت جنوباً منذ اليوم الاول لدخول حزب الله الحرب الى جانب حماس…
والسؤال الذي يهم اللبنانيين اليوم، هل قوة الكلمة المتمثلة ببيان المعارضة، كافية لردع قوة السلاح والصواريخ التي يعمد حزب الله استخدامها دونما الاخذ بعين الاعتبار ارادة اللبنانيين ورفضهم دخول حرب هم “بغنى عنها”!
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي