عن قصّة كاهن متحرّش نكشف

يناير 23, 2024

A-

A+

“… فكلّ ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وأفعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون”.. في زمن احوج ما نكون فيه الى الفعل لا القول، والى الخير والمحبة واعادة جدولة منظومة القيم المجتمعية، تأتيك “الضربة” من عقر دار من هم في المبدأ رُسُل سلام ومحبة وقيمين على ارشاد الناس، وتجنيبهم الخطيئة التي تمددت في العالم على حساب الخير والسلام.

ما يثير استغرابك في هذا الخبر الذي ننشر تفاصيله هو ان بطله “كاهن” يتحرّش بشبان قاصرين، والمستغرب أكثر هو دور بعض القيمين على السلطات المحلية والكنسية التي تحاول “لفلفة” الموضوع والتستّر خوفاً من “الجرصة”.

“مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”، وبعد 2024 سنة كم باتوا كُثُراً تجار الهيكل وتجار الدين الذين يقترفون الخطايا باسمك ايتها الكنيسة.

الأب ج. ب. في قرية القبيّات العكاريّة، من المفترض أن يكون قدوة لأبناء رعيته وتلاميذته كما كان يسوع المسيح قدوة لتلاميذه ولكل من إتّبع الديانة المسيحية، ولكن ما أقدم عليه الكاهن جعل أبناء الرعية وأطفالها بخطر!

منذ بضعة اشهر، ادعى احد الشهود، (نتحفظ عن ذكر الأسماء حفاظاً على خصوصيتهم)، لدى مطرانية طرابلس المارونية عن تعرضه للتحرش من قبل الأب المذكور، لمدة 12 سنة، كما لاستغلال جنسي ومادي وعاطفي، وخصوصاً انه لم يكن قد بلغ الـ18 سنه في حينه.

طبعا الكنيسة تحركت، واوقفته عن آداء واجباته الدينية الى حين انهاء التحقيقات بالدعوى المقدمة.

هذا في الظاهر، أمّا في الباطن فالعمل جار على قدم وساق لتمييع التحقيق، وتعديل افادات الشهود وتحوير الحقائق…

فالأب المتحرّش، رفض هذه التهم وبعدما اتخذت مطرانية طرابلس بعض الاجراءات بحقه، قرر أن يزيد جرماً جديداً على سجله وهو استغلال “نفوذه” الديني ليعمد بالتعاون مع بعض أفراد عائلته والمقربين منه الى الضغط على الكهنة الذين كلفوا اداء الصلاة في الكنيسة مكانه، عبر اخفاء الكؤوس والأثواب، وقطع الطريق عليهم.

على الإثر، “الأب المتحرّش” مُنع نهائياً من اداء واجباته الدينية الى حين انتهاء التحقيق، ولكنه لا يزال يمارس مهامه التربوية في إحدى المدارس العريقة في البلدة، على اعتبار أن التحقيق لم ينتهِ وأن الراهبة المسؤولة عن المدرسة لن تمنعه من ممارسة التعليم “لأن ما في شي أكيد”، وبالتالي هذا الكاهن سيظل يحتك بالأطفال والقاصرين وسيظل يعلّم “علوم الحياة”، هذه المادة التي تذرّع بها لتصوير قاصرين بصور مخلّة والتحرّش بهم بحجة أنه يحتاجها لأطروحة الدكتورة التي يعمل عليها.

وما ادراكم كيف تدرس هذه المادة من قبل استاذ “خوشبوشي” مع تلامذته، ليفرّغ من خلال مادته كلّ امراضه الجنسية. يقول لنا أحد الشهود العيّان، ان الكاهن يستغل تعليمه لهذه المادة، والتي يدرّسها بطريقة مبتذلة جداً، ويستغل مكانته ليتلاعب بالقاصرين الشباب الذين يمرون بحالة من الصدمة أو المشاكل العائلية، وخصوصاً أن الشباب في فترة المراهقة يمرون بحالة اكتشاف الذات وتكوين الشخصية وذلك يؤثر على ثبات نفسيتهم وعلى علاقتهم بأهلهم أو محيطهم، وبالتالي يستغل هذا الكاهن هذه الظروف تحت حجة أنه كاهن ويمكنه مساعدتهم وتفهمهم وبعدها لاستغلالهم جنسياً.

في إحدى المرات، وهنا حادثة لابد من ذكرها، وخلال تعليم الكاهن مادته، ومحاولته ربط حاسوبه بالشاشة أمام التلاميذ لعرض أحد المشاريع، ظهرت صورة لشخص عارٍ، هنا بدأ الكاهن بالصراخ متهماً التلامذة بسرقة حاسوبه ووضع الصورة عليه.

التحقيقات جارية، ولكنها بطيئة بحسب ما أكد أحد سكان البلدة، أمّا في الباطن فالعمل جار على قدم وساق لتمييع التحقيق، وتعديل افادات الشهود وتحوير الحقائق، بقليل من الزفت والكثير من الكراتين الاعاشة او حتى ببعض الفلوس كتلك التي حصل عليها يهوذا الاسخريوطي.

وبحسب معلومات خاصة لنقِد، فإن فعاليات نيابية حالية وسابقة في المنطقة، بالاضافة الى بعض الفاعليات البلدية (أسماء المتورطين ستكشف تباعاً) لم تتوان للحظة للضغط على مطران ابرشية طرابلس المسؤول مباشرة عن الملف تحت ذريعة ان البلدة أي القبيات، بلدة مسيحية في محيط اسلامي، لا يجوز تشويه سمعتها، ولهذا تفضل هذه المرجعيات حلّ الأمور على طريقة “اللفلفة” وكأن شيئاً لم يكن.

وحتى كتابة هذه السطور، وقبل ساعات من نشر المقال، حاول عدد من الفعاليات في المنطقة، التمني علينا في نقِد عدم نشر المقال، “حفاظاً على السلم الأهلي”، لا نعلم ما هو الأخطر على السلم الأهلي مقال أم كاهن متحرّش لا يزال يمارس مهامه التربوية.

في الختام، نعود للآية “اسمعوا اقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم”.. وطبعاً لا تفعلوا أفعال الكاهن ج. ب، فلا تسيئوا استغلال مناصبكم الدينية والتربوية كما فعل الأب، ولا تعمدوا الى اخفاء الكؤوس والأثواب من الكنيسة او تبنوا حائطاً بوجه المصلين… والأهم الأهم لا تتحرشوا بالأطفال… وإلى الكنيسة نقول اقتاضوا بالمسيح، واشهدوا للحقيقة ولا تتستروا على العدالة.

للحديث تتمة…

سنتحفّظ عن نشر الأسماء والدلائل لعدم اتهامنا بكشف سريّة التحقيقات، لكننا سننشر كل ما بحوزتنا إذا اختفى التحقيق كالعادة أو بقي المتهم يمارس مهامه قرب الأطفال.