عصابة التيكتوكرز تابع: مجرم يسرح ويمرح وتدخلات سياسيّة
مايو 6, 2024
A-
A+
وحوش على هيئة بشر، يعيشون في غابة من التفلّت في ظلّ غياب كامل للدولة، يقتاتون على براءة قصّار ذنبهم الوحيد أنّهم أصبحوا يعيشون في زمن “التيك توك” وظاهراته بمختلف أنواعها. أرفض أن أصفهم بـ”المرضى”، لأنّ لا مبرّر لفعلتهم سوى غرائزهم الوحشيّة الشنيعة. هم اختاروا بكامل إرادتهم أن يعتدوا ويغتصبوا ويبتزّوا أطفالًا قاصرين. عن عصابة “التيكتوكرز” الغنيّة عن التعريف نتحدّث، وعن مجموعة من حضيض المجتمع نكتب ونفضح..
“جورج مبيّض” صاحب محل “Hair zone” للحلاقة وعبدو كيسو صاحب محلّ “Apo Matrix” للألبسة، وهما على رأس العصابة، ليسا المجرمان الوحيدان، فالإعلام الذي غاب ضميره ساعة انتشار الفضيحة وعمل على مواكبة “التريند” والتعامل مع الحادث كسبق صحافي بهدف الحصول على بعض الإعجابات والتعليقات، متواطئ معهما بشكل غير مباشر.
نشرت العديد من المواقع الإعلاميّة، منها أسماء كبيرة في عالم الصحافة، أسماء قصّار تمّ توقيفهم من قِبَل الأجهزة الأمنيّة بغية التحقيق وراحت تُشهّر بصورهم على أنّهم مغتصبون ينتمون إلى أفراد العصابة، على الرغم من أنّ بعضًا منهم لم يثبت عليه أيّ جرم حتّى الساعة، بل والأقبح من ذلك بعد هو أنّ قاصرَين من بين هؤلاء يُرجّح أن يكونا من ضحايا العصابة، تعرّضا للإبتزاز من قِبَل أفرادها بعد التحرّش بهما! كان لافتًا وجود أخطاء “بالجملة” في معظم التغطيات الإعلاميّة، ولكن المُضحك المبكي هنا هو أنّ هذه المؤسّسات نفسها هي من يُعطي مسرحًا ومنصّة للسفلاء الحقيقيّين ويُدخلهم إلى كلّ بيت من أجل بعض المشاهدات، إذ كان قد استضافهم مرّات عديدة على شاشاته، وعاد ليلعب دور المُنقذ الذي يفضح المستور ليحمي أطفالنا من المجرمين نفسهم!
لنعود قليلًا إلى القضيّة الأساسيّة، وهي عصابة الإجرام نفسها، والتي كما قلنا سابقًا على رأسها المدعو “جورج مبيّض” و”عبدو كيسو”، اللّذان يستدرجان الأطفال من خلال إغرائهم بتصوير مقاطع حلاقة أو الترويج لبضائع في محل الثياب مقابل هديّة عبارة عن “كنزة” وأوهام بالشهرة. تمّ كذلك منذ عدّة أيّام إلقاء القبض على طبيب أسنان يُدعى “حسين عليق” وهو صاحب عيادة في منطقة المشرفية، بعد أن تمّ ذكر اسمه من قِبَل 3 ضحايا على أنّه واحد من أفراد العصابة التي عمِلت بعد بيع الأوهام للأطفال على استدراجهم إلى شاليهات وفنادق خارج بيروت حيث كانت تتمّ عمليّات التحرّش والاغتصاب ومن ثم التصوير والابتزاز بهدف إقحامهم في العصابة ودفعهم إلى ترويج المخدّرات وتأمين ضحايا جُدد للمجرمين. هذا وأفادت معلومات بأنّ رجل أعمال لبناني الجنسيّة يُقيم في الخارج، ملقّب بـ”جاي”، هو من يدعم ويموّل أفراد هذه العصابة، اسمه الحقيقي بول معوشي، يستخدم أرقامًا وهميّة من أجل التواصل مع أفراد العصابة، ويغيّرها كلّ أسبوع تقريبًا، على الرغم من أنّ “جاي” نفى هذا الخبر وقال إنّه “مجرّد داعم” على تيك توك لا أكثر. ومن المرجّح أن يبلغ العدد الفعلي لأفراد هذه العصابة أكثر من 100!
العصابة فُضِحَت و”المسبحة كرّت” ولكن.. “الجندي المجهول”، حسن سنجر، البطل كما يصفه البعض، مجرم متواطئ محميّ من القضاء الفاسد! تشير معلومات “نقد” إلى أنّ الشخص المذكور أعلاه، أي الشاب الذي عمِل على فضح المستور وأدلى للأجهزة الأمنيّة بكامل المعلومات فيما يتعلّق بهذه الجريمة، هو بالأساس مجرم متحرّش كان قد اعتدى في وقت سابق على 2 من القاصرين الموقيفين اليوم وهما “م.ح” و”م.س.أ”، بعد أن رفضا الخروج معه عقب محاولة إغرائهما بمبلغ من المال. وقد خرج حينها أحد القاصرين وأوضح في مقطع فيديو نشره على “تيك توك” حقيقة ما حصل ، كما توجّه والقاصر الآخر بدعوة قضائيّة ضد سنجر و2 آخرين يُدعيان “هادي رعد” وضياء طباجا” ساعداه في الاعتداء على القاصرَين.
وفي حين كان القاصران ينتظران صدور مذكّرة بحث وتحرّ بحقّ سنجر بعدما رفض المثول أمام القضاء المرّة الأولى، نتيجة التدخلات السياسية والحماية التي يتمتّع بها، فاجأهما عدد كبير من عناصر القوى الأمنيّة التي داهمت منزلهما واعتقلتهما بعنف للتحقيق ليتبيّن في وقت لاحق أنّ سنجر طلب من مجموعة قاصرين مقرّبين منه أن يشتكوا ضدّ القاصرَين الأوّلَين، أي “م.ح” و”م.س.أ”، بالإضافة إلى قاصر ثالث يُدعى “ه.ه” ويدّعوا أنّهم تعرّضوا للاغتصاب من قِبَلهم. وقد فضح الصحافي “فراس حاطوم” بالصور والوثائق والتسجيلات الصوتيّة تورّط “حسن سنجر” في الجريمة وهذا ما أكّدته أيضًا الصحافية “مريم مجدولين اللحّام” في سلسة مقاطع فضحت خلالها سنجر وأوضحت وجود عدد كبير من الصور والفيديوهات التي تجمعه بالقصّار، مشيرة إلى أنّ المحامي “علي هولو زعيتر” ارتكب العديد من الانتهاكات القانونيّة بحقّ القصّار أيضًا خلال التحقيق، إذ تواصل مع أحدهم وهدّده ليشتكي بالقوّة على شخص آخر، أي ما يحصل ببساطة هو عبارة عن “تصفية حسابات” بين جميع الأطراف!
عقب انتشار الأخبار، عمِلت بعض الصفحات “الساخرة” على تصوير مقاطع لمصفّفي شعر يستقبلون قصّارًا بعبارة “بتشرب شي؟” إشارةً إلى مبيّض إذ تُعتبر هذه الجملة “علامته التجاريّة” نوعًا ما، من ثم يهرب القصّار من الحلّاق خوفًا من اغتصابهم، الأمر الذي يُعتبر استهزاءً بالضحايا الفعليّين ويشكّل ضررًا كبيرًا على وضعهم النفسي. بعد انتشار هذه الفيديوهات بكثرة، طلبت القاضية جويل أبو حيدر حذف عدد من الحسابات على تيك توك وآخر على انستغرام وأمرت بملاحقة 40 تكتوكرز من أصحاب الصالونات وتغريمهم 9 مليار ليرة وملاحقة الصفحات الأخرى التي أقدمت على العمل نفسه، إذ من غير المقبول تحويل ما حدث إلى مادّة للسخريّة على حساب جراح نفسيّة وجسديّة عديدة عاشها الضحايا.
الهدف من هذا المقال ليس تبرئة أحد بهدف اتّهام آخر، نحن نعرض لكم فقط جزءًا من الحقائق، إذ كان من المفترض أن يُعتبر كلّ قاصر تمّ توقيفه ضحيّة إلى حين إثبات العكس، وكان أيضًا من الضروري التروّي قبل زجّ أسماء أشخاص “يمين شمال” من دون التحقّق من صحّة المعلومة.
يبقى السؤال الأهم: من يحاسب أولئك الذين قد يكونوا قَضَوا على مستقبل قصّار ونشروا صورهم للعلن حتّى باتت ترافقهم وصمة العار أمام أعين الرأي العام إلى الأبد على الرغم من أنّهم قد يكونوا أبرياء؟ ومن يدعم “حسن سنجر” ويُغطّي على جرائمه حتّى بات يسرح ويمرح بكلّ ثقة مدّعيًا البطولة ومرتديًا ثوب النزاهة؟ وأخيرًا.. إلى متى نبقى رهينة قضاء فاسد يُلصق شتّى التهم بمن لا ظهر سياسي له، بينما يمنح وسام الشهامة ونَفَس الحريّة للوحوش؟
هذه العصابة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، هي شبكة واحدة من أصل آلاف الشبكات العنكبوتيّة التي تفتك بالأطفال والمراهقين، سواءً من خلال الاغتصاب أو الابتزاز أو إقحامهم في عالم المخدّرات والدعارة وغيرها.. المُلام الأوّل هو بالطبع المُجرم، ولكن أين وعي أهل اليوم تجاه أطفالهم القصّار؟
إلى حين جلاء الحقائق كاملةً.. حضّروا المشانق!
الأكثر قراءة
- أنطون سعادة وحزبه بعد 75 عاماً فريق منصة نقِد
- مطار “الحزب” الجديد على أراضي الرهبنة: قضم أراضي الأوقاف المارونية فريق منصة نقِد
- “مات شعبي على الصليب”: 108 سنوات على مجزرة kafno و sayfo فريق منصة نقِد
- قصة “السلطان جبران” الذي أصبح مليارديراً خلدون جابر