الأخطبوط الأصفر
سبتمبر 7, 2022
A-
A+
حزب الله، أخطبوط إيراني بلون الأصفر الشاحب، إلتف بأذرعته الثمانية على الدولة اللبنانية حتى أضحت رهينة إرهابه وترهيبه وإرتهانه.
حزب الله بأذرعته الأخطبوطية الجهنمية الثماني، خطف الدولة اللبنانية، موزعًا كل ذراع على مفاصل البلد والحياه فيه، وجره إلى هاوية الجحيم.
الذراع الأول، تحمل مشروعًا غريبًا عن لبنان وعن أهله، مشروع ولاية الفقيه الإيرانية، التي لا تمت بلبنان وخلفيته وحياة مواطنيه بصلة، مشروع يسعى من خلاله تدمير كل خلفية المجتمع اللبناني وخصوصيته وكل ما تم بنائه في سبيل هذا الوطن، ليتلون بصباغ ثورة إيرانية لا دعوى لنا فيها. يسعى لفرضه بالقوة، يسعى لفرضه كما فرض على إيران، بسياسات قمعية دكتاتورية تدميرية.
ذراع ثانية تحمل السلاح والصواريخ والمسيرات، كلها بالطبع غير شرعية، خارج إطار الدولة والمؤسسات العسكرية الشرعية، قيل أنها لمحاربة العدو الإسرائيلي ولتحرير الأراضي المحتلة، ولكنها بالفعل أداة لتهديد وترهيب وقتل كل من يرفع صوته بوجه ممارساته أو من يهدد مصالحه ويقف عقبة بوجه أجنداته الخارجية.
ذراع ثالثة ملفوفة ومشدودة على عنق إدارات الدولة ومؤسساتها، محولًا إدارتها كما يشاء، حسب ما يشتيه هواه ومصالحه، ويقف بوجه القضاء الحر المنزه يهدد بإصبع مرفوع أو بتهديدات مباشرة أو يستعمل قضاءه الخاص لتحدي خصومه السياسيين والروحيين ولتوجيه رسائل معلبة من خلاله.
ذراع رابعة تقوّض سيادة الدولة، فمندوب “صاحب الزمان” في لبنان يحمل قرار الحرب والسلم، يهدد بسلاحه غير الشرعي مصالح لبنان مع الجميع، يقرر شن الحروب وتهديد السلم الداخلي والعلاقات الخارجية مع العرب والغرب، يزعزع مكانة لبنان الإقليمية والعالمية وينسف علاقات لبنان الخارجية، فالبطبع قرار الحرب والسلم بيده، يقرر الرد أو شن الحروب العبثية متى يشاء، وكأن لا دولة ولا سلطة وكأن لا مجلس نواب أو حكومة تقرر إعلان الحرب وإرساء السلم، فيضع لبنان وسلامة أراضيه وأهله على المحك.
ذراع خامسة تسيطر على أراضي الدولة، تحظر مناطق وتنشأ مربعات أمنية خاصة وتفرض نفسها كقوى أمر واقع على الأرض، فهم لا يعترفون لا بقوى أمنية ولا حتى بدستور يحمي حق النقل على كافة الأراضي اللبنانية، والأسوأ، يفرضون قوانينهم الخاصة، وخوات على أصحاب المحال ويعطون تصاريح وأذونات للمرور أو التصوير داخل كنتوناتهم، المضحك أنهم ضد اللامركزية أو الفدرالية ولكنهم يقشمون البلد على هواهم ويعزلون مناطقهم عن باقي لبنان.
ذراع سادسة شغلها الشاغل قمع الحريات، حرية التعبير والنقد، يتعرضون لكل معارض لهم خصوصًا من البيئة الشيعية بالترهيب والتهديد وصولًا للقتل. كل من يقف بوجههم من رجال سياسة، صحافيين يخوّن ويحول إلى عميل، مرتشٍ، مرتهن للخارج، وكأنهم هم الوطنيون أصحاب المبدأ الوطني والكف النظيف!
ذراع سابعة تصدر الإرهاب والممنوعات، فحزب الله مصدر المقاتلين إلى كل أصقاع العالم، من سوريا إلى اليمن فالعراق وصولًا إلى الأرجنتين، خلايا إرهابية تصدر الخراب والمخدرات إلى زوايا الدنيا الأربع. فأضحت الأعمال هذه مصدر تمويلهم اللاشرعي. دون نسيان ما سيعود من مضار على لبنان على كافة الصعد خصوصًا أعمال تصدير المنتجات اللبنانية.
الذراع الثامنة حامية فساد والفاسدين الذين يغطون أعمال الحزب ويؤمنون الشرعية، فثنائية السلاح والفساد من أشهر ثنائيات الحب في عالم السياسية في لبنان، بمعنى آخر، حزب الله يغطي ويسهل فسادهم وسرقاتهم وسمسراتهم داخل أروقة الدولة اللبنانية مقابل خنوعهم والسكوت على ممارساتهم التي لا تنتج سوى الأضرار على الوطن.
ألم يحن الوقت لإجتثاث هذا الأخطبوط الأصفر وأذرعه الخانقة من لبناننا المسكين؟
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي