حرب أم سلام: ماذا ينتظر اللبنانيون هذا العام؟

يناير 16, 2024

A-

A+

مرّت سنة 2023 كالكابوس…فهي لا تشبه الأعوام السّابقة، حيث استقبلناها بزلزال هزّت به الأرض، واستكملناها بطوفان الأقصى الذي عصفت به المنطقة وسيبقى محفورًا في الذّاكرة. فقد واكبنا مشاهد القصف، والدّمار، والظّلم، وما تبعها من مشاهد الحرب والاحتلال…

مشاهد سوداويّة، وصور مؤذية رافقتنا طول العام الماضي، وقد ودّعناه بلباس الحداد على كلّ الضحايا والشّهداء الذين خطفهم العدوان الغاشم.

 ولو أردنا تلخيص هذا العام بكلمة أو بكلمتين، لقُلنا إنّه “عام المجازر” و”عام الدّمار”.

ومع حلول العام الجديد، تتبادر إلى أذهاننا الأسئلة الآتية:

ماذا يخبئ لنا هذا العام؟ وهل سنكون أمام حرب؟ أم سيعمّ السّلام؟

ودّعنا عامًا لم يخلُ من مشاهد القصف والدّمار التي رافقتنا وحُفرت في مخيّلتنا. فمنذ اندلاع حرب غزّة في السّابع من تشرين الأوّل الماضي، ونحن نشاهد الصوّر المؤذية والمدمّرة؛ قتل الأطفال الأبرياء، الجثث الهامدة، أصوات القصف، والدّمار، أصوات الأمّهات، بكاء الأطفال…فمن منّا لم يحفرْ في ذاكرته تفجير مستشفى “المعمداني”؟ ومن منّا سينسى أصوات الأطفال التي ترتجف من شدّة الخوف؟ ومن منّا ستمحى من ذاكرته مشاهد الأشلاء؟ ومشاهد الإبادات؟

لم يكن عام 2023 مثل أيّ عام مضى! وها نحن اليوم، قد ودّعنا هذا العام المشؤوم، واستقبلنا عامًا جديدًا، وما زلنا نشاهد الصّور نفسها. وما زال العدوّ الإسرائيلي يشنّ الحرب على غزّة كالوحش المُفترس، متخطّيًا حدود الرّحمة والإنسانيّة، ضاربًا عُرض الحائط المواثيق الدوليّة، حيث لم يسلمْ من عدوانه أحد؛  لا طفل، ولا صِحافيّ، ولا مدنيّ…

وهنا نسأل أنفسنا متى سينتهي هذا الكابوس؟ متى سيعمّ السّلام؟ متى ستعود ضحكة الأطفال؟

فلو قمنا بقراءة على صعيد الحرب في غزّة؛ نرى أنّ العدوّ الإسرائيلي يخطّط للقضاء الشامل على غزّة، ولا يهمّه إنهاء الحرب، ولم يكتفِ بالخسائر الجسيمة، والمجازر التي قام بها في هذا القطاع، وإنّما يستعدّ ليحصد المزيد من الضحايا.

أمّا في ما يتعلّق بالحرب على لبنان؛ وهذا السؤال الذي يشغل تفكير اللّبنانيين، فنقول إنّ لبنان لا يحتمل حربًا، فهو غارقٌ في أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة تفتك به منذ العام 2019، إلى جانب الفراغ الرئاسي، والتعطيل الحكومي، والشّلل في مؤسّساته الحكوميّة. فكيف سيخوض الحرب وهو في عجز مالي، وشغور رئاسي؟ ومن سيعمر البلد في حال دماره؟ وهل سيقف المجتمع الدّولي إلى جانب لبنان في حال خاض الحرب مع العدوّ الإسرائيلي؟

أسئلة كثيرة تطرح؛ إلّا أنّ الإجابة عنها تنحصر في قولنا إنّ لبنان لا يحتمل الحرب، ولا يريد الحرب. وفي حال دخل لبنان الحرب لن يجد من يقف إلى جانبه، وسيكون مصيره الدّمار الشّامل. فلبنان يحتاج إلى إعادة تكوين السلطة من جديد؛ حيث سيكون عليه هذا العام انتخاب رئيس للجمهوريّة، كذلك سيكون عليه تأليف حكومة جديدة تقوم بالمهام المطلوبة، لإنقاذ البلد وانتشاله من أزَماته، بدلًا من حكومة تصريف الأعمال التي باتت معطّلة حتّى من تصريف أعمالها… بالإضافة إلى معالجة الكثير من المِلفّات العالقة في البلد منذ سنوات.

أمّا على الصعيد الدّولي؛ فإنّ الحرب اللّبنانية ليست من مصلحة الدّول الأوروبيّة، ففي حال وقعت الحرب بين لبنان وإسرائيل، سنشهد نزوحًا للسّوريين من لبنان، أو لِنَقُلْ” هجرة جديدة غير شرعية” إلى الخارج، وهذا يتعارض مع المصلحة الدوليّة.

فالحرب إذًا ليست من مصلحة أحد؛ لا المجتمع الدّولي، ولا لبنان.

  وفي الختام، نقول إنّ كلّ التّوقعات تبقى رهينة هذا العام الذي نأمل أن يكون عام النّصر والسّلام، الذي سيحمل معه شمس الحريّة، وضحكات الطفالأ

أطفال الأبرياء، وسيبشّر بنصرة المظلومين مهما طال الظلم، وطالت الحرب.