


مناطق الأطراف… “العدو النائم” يا محلا كورونا
أكتوبر 25, 2022
A-
A+
لم تكتفِ “مناطق الأطراف” من التهميش السياسي، الإجتماعي والإقتصادي الذي تتعرض له منذ الأزل حتى هذه اللحظة، حتى بدأ ناقوس الخطر الصحي يداهمها.
وهذا ليس بجديد عليها، لكن أصبح “يعوّم” خلال جائحة كورونا. بحيث كانت أرقام الإصابات المُسجلة ترتفع بسبب تراخٍ ملحوظ بخصوص الإلتزام بإجراءات الوقاية وتلقي اللقاحات.
والآن تبيّن ذروة الإهمال والتهميش مع بداية أزمة صحيّة جديدة: الكوليرا. بحسب وزارة الصحّة، فإن الكوليرا هي جرثومة تنتقل عبر مياه الشرب أو مواد غذائيّة ملوثة أو من شخص إلى آخر عبر الأيادي الملوثة. وتمتد فترة حضانة هذا المرض من يومين حتى خمسة أيام. وكما هو متعارف عليه، لهذا المرض عدّة عوارض من ضمنها الإسهال. وقد تتفاعل وتتقاعس ومن الممكن أن تؤدي مضاعفات الكوليرا إلى الوفاة.
بدأت وزارة الصحة في لبنان، وعلى غرار ما كانت تفعله أيام طفرة «كورونا» بتوزيع نشرة يومية عن حالات الكوليرا المثبتة التي تزداد يومياً وسط مخاوف من تَصاعُد متسارع لعدد الإصابات ولا سيما مع وجود حالات مخفية لا تظهر عليها أي عوارض لكنها كفيلة بنقل العدوى إلى محيطها، ما دفع إلى إستنفار الجهات المختصة للسيطرة على تفشي المرض وتقديم العلاجات الفاعلة لكن أسبابه أصعب وأعمق من أن يبقى تحت السيطرة بسهولة.
صحيح ان وحدة الترصد الوبائي لم تثبت وجود تلوث في مياه الشرب المنقولة عبر شبكات المياه، ولكن كثير من قرى لبنان الشمالية ما زالت تعتمد على الينابيع والآبار للشرب لا سيما في غياب القدرة على ضخ المياه من مصالح المياه بسبب النقص في مادة المازوت وغياب التيار الكهربائي.
من جهة، تفشي الكوليرا في سوريا ادى إلى نقلها إلى المناطق المهمشة اللبنانية نتيجة استقبال اللآجئين السوريين في هذه المناطق، فسجلت المخيمات العدد الأعلى لإصابات الكوليرا. ومن جهة أخرى، لا يمكن التغاضي عن اهمال الطبقة الحاكمة وفسادها واستهتارها، إذ تعتبر مناطق الأطراف، أكثر تهميشاً على جميع الأصعدة وخصوصاً في ما يتعلّق بمجال الصرف الصحي والبنية التحتية.
إلى متى؟ إلى متى سيستمر التنكيل بهذه المناطق؟ فما ذنب العنب بما يفعله النبيذ؟ الوضع في عكّار حاليًا فيما يخص هذه الجرثومة من سيء إلى أسوأ، ومسؤولي المنطقة غير مبالين.
إنّ الوقاية خير من ألف علاج. على “الدولة” القيام بحملات توعية وتأمين علاجات وكل ما يلزم لوضع حد لتفشّي المرض. من ناحيةٍ أخرى، يجب العمل على تصليح وتنظيف محطات التكرير في تلك المناطق للحصول على مياه نظيفة، غير ملوثة.
على أمل أن تتحرك “الدولة” وتقوم ب”واجباتها”، وإلّا سنكون مُكرهين على إحياء “سيناريو” جائحة كورونا بدل المرّة، مرتين.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي