لا جدوى من حوار الطرشان
نوفمبر 1, 2022
A-
A+
دخلت البلاد في فراغ حكومي ورئاسي، فلا جلسة لانتخابات رئيس للجمهورية هذا الأسبوع وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري على أن يحدد موعدها لاحقاً، على وقع هذه الاجواء المشحونة، دعا رئيس المجلس النيابي طاولة حوار تجمع كل الكتل النيابيّة في مسعى للتوصل الى رئيسٍ توافقيّ وتجنبا لتكرار جلسات انتخاب لا تفضي الى اي نتيجة. غير ان أوساط معارضة شككت بنجاح هذه الدعوة لأن دعوات الحوار غالبا ما تنتهي بفرض أمر واقع.
في هذا الصدد، تتكاثر الدعوات لاجراء طاولة حوار في ما يتعلق بالملف الرئاسي، وكم من طاولة حوار تم انعقادها في لبنان لملفات عدة، وكانت النتيجة “لا شيء”. فهل نحن بحاجة فعلاً الى طاولة حوار بين المكونات اللبنانية؟ لنعود بالذاكرة الى طاولة الحوار التي اجريت لاجل الوضع الاقتصادي في عهد الرئيس السابق ميشال عون وكان يصدر عنها توصيات لا تطبق وتبقى حبراً على ورق.
ان الحوارات السياسية التي تجري في لبنان تأخذ الطابع الشكلي حيث تظهر القوى السياسية مجتمعة في قاعة واحدة، انما يبقى كل طرف متمسك بقنعاته، فيصبح الحوار حوار الطرشان.
اي حوار في ظل السلاح؟
مثلاً اقيمت طاولة حوار على عهد الرئيس ميشال سليمان وصدر عنها ما عُرِف “باعلان بعبدا”، ومن بنود اللقاء، تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، فهل التزم حزب الله بهذا البند؟ ماذا سيختلف اليوم في حال تم عقد حوار من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، هل سيقبل حزب الله بوصول رئيس يطرح موضوع السلاح على طاولة البحث؟
لا جدوى لأي حوار ان كان متعلق بالملف الرئاسي او غيرها من الملفات ان كان هناك طرفاً معيّن يفرض منطق القوّة على جميع الأطراف اللبنانية.
لا لحوار يأتي برئيس تسووي
ان الحوار الذي قد يأتي برئيس تسووي هو ضربة في صميم لبنان كون رئيس لا طعم له ولا لون سيلد من هذا الحوار، وسيطيل في الازمة اللبنانية ست سنوات جديدة. فما نفع رئيس يقبل بسلاح خارج عن الدولة؟ ما نفع رئيس يقبل بمشاركة المنظومة الفاسدة في مفاصل الدولة؟
لبنان بحاجة الى رئيس يستعمل موقعه لضرب فساد المنظومة وليس القيام بتسوية معها، لبنان بحاجة لرئيس يواجه سلاح حزب الله، لبنان بحاجة لرئيس حاسم له مواقف واضحة وليس مواقف رمادية. لبنان ليس بحاجة الى حوار صوري بل الى قرار بإيصال رئيس يقلب الطاولة لانقاذ الجمهورية.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي