الانتخابات الرئاسية: “you’re on your own”
نوفمبر 22, 2022
A-
A+
بين ميشال معوض و الورقة البيضاء و اسماءٌ خلاقةٌ مثل اصحابها، المنافسة على سباق الرئاسة لا تزال تراوح مكانها فيما يُجدّد رئيس المجلس جلسات بناء على “مادة اجرا لبرا”.
وكما جرت العادة، السياسيون اللبنانيون ينتظرون كلمة السرّ من الخارج و كأنّ عواصم القرار الإقليمية والدولية لا شغلة لديها سوى لبنان. فقد تركوا أزمة الطاقة العالمية، والحرب الروسية الاوكرانية، وأزمة التغير المناخي، وصراعاتهم السياسية الداخلية و ركضوا مسرعين لإيجاد رئيسٍ لدولة على هامش الخريطة ممزقة بأزمات طائفية اقتصادية محكومة من مافيا فاسدة و ميليشيا السلاح المتفلت.
بقراءة سريعة للنتائج التي أفرزتها جلسات إنتخاب الرئيس، نرى أن الاتفاق غير وارد، وأن تكتل حزب الله وحلفائه واقف بسدٍ منيع بأوراقه البيض أمام رئيس جديد. فحزب الله المفوَّض الإيراني في بيروت لم يتلقَ بعد تعليمات إيرانية بتغيير قواعد اللعبة. ومنذ توقف مفاوضات جنيف، وإيران تتكمش بورقة لبنان للضغط على الغرب. صحيح أنه تمت محاولات عديدة لإعادة إحيائه من خلال مفاوضات فيينا، لكن في ظل الضغط الإسرائيلي والحرب الأوكرانية الروسية وتداعياتها وتوترات المنطقة الناجمة عنها، و الانتخابات النصفية الأميركية والسقف العالي الذي يضعه المفاوض الإيراني، “تعركجت” عملية استمرار التفاوض، لتبقي لبنان ضمن مصالح هيمنتها.
صحيح أن نظام الخامنئي في إيران اليوم منشغلٌ ومأزوم داخليًا بالاحتجاجات والتظاهرات والضغط الشعبي المتزايد عليه، بنقمة شعب أراد التحرر من حكم الملالي الظالم. لكن في سياساته الخارجية ودول نفوذه، لا يتأثر كثيرًا بعوامل داخلية، فهو يفوض في كل منطقة منها عملاء يتحركون وفق مصالحه. وهذا بطبيعة الحال ما يحصل في لبنان، المفوَّض بسياسات إيران، لا يزال يعطل الإنتخابات حتى تجلي إنفراجات إقليمية وإيرانية جديدة .
وعودة إلى بداية مقالنا، فإن دول الغرب “مش فاضيتلنا” حاليًا، ولا حتى الدول العربية للدخول في غمار لعبة الإنتخابات الرئاسية، ولا يزال لبنان حتى اليوم محكوم بمفوض إيران فقط، وإما تتحد قوى المعارضة والتغيير وتنتخب رئيس سيادي، أو تبقى إنتخاباتنا الرئاسية وحتى إشعار آخر“on its own” .
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي