كسر الصمت عن العنف ضدّ النساء في السياسة
يوليو 29, 2022
A-
A+
تحت عنوان “كسر الصمت عن العنف ضدّ النساء في السياسة” نظّمت جمعيّة “مدنيّات” ومؤسسة “#مهارات” ندوة لعرض نتائج دراسة حول تعرّض النساء العاملات في المجال السياسي للعنف. أجريت الندوة والدراسة بدعمٍ مالي من الاتّحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية والتّعاون الألماني والمنظّمة الدولية للفرانكوفونية، وبدعمٍ تقنيّ من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
حضر الندوة التي أقيمت في فندق “الموڤنبيك” في بيروت النوّاب حليمة قعقور، ونجاة صليبا، وجورج عقيص، وفيصل الصايغ لتعذّر حضور زميله في الكتلة راجي السعد، وممثّلين عن الهيئات الداعمة. واستهلّت بكلمة ترحيب من رئيسة “مدنيّات” ندى عنيد ورئيسة “مهارات” رلى مخايل. شدّدت الأخيرة على “ضرورة حماية النساء في المجال السياسي خصوصًا”، وأشارت إلى أنّ الدراسة تضمّنت توصيات لثلاث جهات: الإعلام، والمجتمع المدني، ومجلس النوّاب.
شرحت كاتبة التقرير، الخبيرة الجندريّة عبير شبارو نتائج الدراسة بالتفصيل وعرض فيلم وثائقي تحدّثت فيه عاملات في الصحافة والسياسة عن تعرّضهن لمختلف أنواع العنف، أبرزها التحرّش الإلكتروني. كان فيلم الخمس دقائق موجزًا واختصر كل ما تتضمنّه الندوة. النصيب الأكبر كان للنقاش بين النوّاب الحاضرين الذي أدارته مديرة البرامج في “مهارات” ليال بهنام.
افتتحت النقاش النائبة نجاة صليبا التي عبّرت عن انزعاجها من سؤال: “زوجك قبلان؟” خلال خوضها الانتخابات النيابية، مشيرةً إلى حجم الأذى النفسي الذي لحقها في هذه الفترة من “الجيوش” الإلكترونية. “يجب أن يكون هناك قواعد سلوكية وأخلاقية في كل جوانب الحياة، والانتقاد اللاذع لإعطاء صورة بشعة يؤثّر على السلوكية النفسية للإنسان”.
استحوذ المشهد الذكوري الّذي شهدناه في جلسة مجلس النواب الثلاثاء الماضي، وعبّرت النائبة حليمة قعقور “من يقبل بعبارة اقعد واسكت هو جزء من هذا النظام الأبوي القائم على الوصاية”. كما شرحت عن التوصيف القانوني لعبارة “النظام البطريركي” وما حدث في هذه الجلسة بالتحديد.
عبّر النائب جورج عقيص عن تضامنه وإدانته للعنف ضدّ المرأة العاملة في السياسة. واستاء من سوء متابعة بعض النوّاب لقانون التحرّش الجنسي وعدم ملاحقة مدى الاستفادة من إقراره. وتطرّق إلى أنه لم يلاحظ يومًا أنّ المرأة العاملة في القضاء تعرّضت للتحرّش “هل ذلك بسبب امتلاكها سلطة؟”. واعتبر أنّ تعزيز حضور المرأة في العمل السياسي يخفّف من هذا العنف.
وشدّد النائب فيصل الصايغ على ما قاله عقيص عن النساء العاملات في القضاء. وأشار إلى أنّ الكوتا النسائية قد تكون فرصة لدخول المرأة المعترك السياسي، وتطرّق إلى موضوعي التنمّر والتحرّش وأثرهما على كافة فئات المجتمع وليس على المرأة فقط.
وضمن حديث الصايغ، نشأ جدال بين النوّاب بعدما اعتبر أن ما تعرّضت له النائبات في جلسة مجلس النواب لم يكن من منطلق جندري بل هذا قد يحصل مع أي شخص من الجنسين. تناوب النوّاب على الرّد على الصايغ، وأشارت القعقور إلى دراسات تؤكّد أن النساء يتعرّضن لهذا النوع من العنف أكثر من الذكور لمجرّد أنهنّ نساء.
وسأل عدد من الحضور بعض الأسئلة للنائبتين قعقور وصليبا بسبب مغادرة عقيص والصايغ الجلسة قبل انتهائها. وأكّد القائمون على الندوة أنهم بصدد إقامة جلسات مشابهة في الفترة المقبلة شاكرين النوّاب والحضور.