لعنة الأزمة اللبنانية على المؤسسات الصغيرة

أغسطس 5, 2022

A-

A+

منذ أكثر من عامين ولا يزال لبنان يعاني من الأزمة المالية والاقتصادية المستفحلة دون أي اجراءات للحد منها من قبل طبقة سياسية مستهترة أوصلت البلاد إلى الهلاك. صنّف البنك الدولي الأزمة على أنها الأسوأ عالميا منذ أواسط القرن التاسع عشر، أدت إلى انهيار سعر صرف العملة المحلية وتدهور قيمتها الشرائية، وارتفاع حاد بأعداد العاطلين عن العمل ونسب الفقر.

كما جميع البلدان، عندما تقع المصيبة، تكون النتائج الكارثية على الفئات المهمشة والأكثر فقراً وحتى على الشركات الصغيرة والناشئة ذات الأحجام الصغيرة او العائلية.

ففي بلد كلبنان، حيث لا قوانين تحمي وتدعم الانتاجات المحلية والشركات الصغيرة، ستطالها الأزمة بشكل أكبر ونتائجها ستكون كارثية.

رامي معلولي، شاب لبناني طموح قرر البقاء في لبنان عندما كل رفاقه قد غادروا بلاد الأرز “لأن بهل بلد ما فينا نعيش”، كان لديه مطبعة صغيرة يعمل فيها هو وأمه لكي يؤمن قوت عيشه ولكي يؤمن قسط مدرسة شقيقه الصغير على اعتبار انه رب العائلة بسبب وفاة والده منذ 10 سنوات. يروي لنقِد، “كنا عايشين على قد حالنا بآمان الله عم نأمّن هل قرشين ونعيش فيهن، إجت هل أزمة وقضيت علينا كلنا، ما رحمة حدا”.

بغصة يقول رامي انه فقد الأمل بلبنان فهذا البلد “مقبرة الأحلام، لا يؤمّن أقل مقومات الحياة ولا يدَعْ أحد بأن يعيش. على ما يبدو مكتوب علينا المأساة والفقر، لا أعلم، او يمكن نحن نتحاسب على ما اقترفناه بحق هذا البلد عندما اوصلنا جلادينا والميليشيات إلى الحكم عندما انتهت الحرب اللبنانية”.

الأزمة الاقتصادية قضت على المؤسسة التي كنت قد افتتحتها منذ 4 سنوات وهي مطبعة صغيرة تقوم بخدمات عدة كطباعة الأوراق او الطباعة على القمصان والزجاج وغيرها ولكن اليوم ومع انهيار العملة المحلية ودولرة الاقتصاد المحلي، كل شيئ أصبح على الدولار فأنا لا  أملك الرأس المال ولا حتى الزبائن قادرة على بزخ أموالها على أشياء ليست من الأمور الأساسية”، يقول رامي.

الهروب من لبنان هو تتويج لسلسلة من الكوارث المتفاقمة، والمستمرة منذ فترة طويلة، ووصلت إلى ذروتها في نهاية العام الماضي، إذ في آخر إحصاء لـ”الدولية للمعلومات” ظهر أن عدد اللبنانيين المهاجرين والمسافرين منذ بداية العام وحتى منتصف شهر تشرين الأول 2021، وصل إلى 77,777 فردا مقارنة بـ 17,721 فردا في عام 2020. وتبين، أيضا، أن عدد اللبنانيين الذين هاجروا وسافروا من لبنان خلال الأعوام 2018- 2021 قد وصل إلى 195,433 لبنانيا.

بعد أن كانت كاريل معلوف استلمت مؤسسة والدها لبيع الورود وتزيين الأعراس، اضطرت إلى إغلاقها بسبب الأوضاع الاقتصادية. من هنا لم تجد، كما قالت، سوى السفر إلى دبي حيث يعمل والدها هناك من أجل تأمين قوتهم اليومي.

وتشرح: “أحببت بلدي ولم أفكر لحظة أنه سيأتي اليوم الذي أقرر فيه مغادرته، حتى بعد انفجار الرابع من آب 2020، لكن الظروف ساءت أكثر.

وتضيف، ” هيدا البلد ما بخلينا لا نحلم ولا نحقق طموحاتنا، فبعد الأزمة الاقتصادية نسبة الأعراس خفت بشكل كبير وكلفة الورود أصبحت باهظة والمواطن اليوم بدل شراء الورود همه تأمين حاجاته الأساسية كمأكل ومشرب وبالتالي أصبحت المؤسسة تقع في خسارة، فقررت إقفال المؤسسة وان أسافر أيضاً إلى دبي على أمل أن نعود يوماً ما إلى هذا الوطن ويكون تعافى من سرطان الطبقة السياسية”.