خطة الدولة لمواجهة الزلازل: الصلاة لمار شربل وتكبيرات المساجد

فبراير 8, 2023

A-

A+

رعب اعتاد عليه المواطن اللبناني وتنامى في داخله، خوفٌ لا زالت آثاره حاضرة في وجدان كل لبناني منذ الرابع من آب. ليس بجديد على اللبناني هذا الخوف، وليس شيئاً يستحق التفات الدولة، فكلمة “لا داعي للهلع” لا تزال في رأس كل مواطن لبناني منذ عدة سنوات. لا داعي للهلع في حال انهارت الليرة وأصبح سعر الصرف 63000، ولا داعي للهلع في حال انفجر المرفأ، ولا داعي للهلع في حال انفجرت منطقة التليل عكار، ولا داعي للهلع في حال الانهيار الأمني والاقتصادي، وما من داع للهلع في حال حدث زلزال أرعب الأطفال والسكان وكاد أن يتسبب بمئات الضحايا.

وزير الصدفة والبلديات، أطلّ علينا ليُعلِمنا بما حصل، قائلاً، “زلزال حدث في تركيا، وأثّر علينا في لبنان، وكان بقوة كذا، وكان الأقوى منذ عدّة سنوات”.

يفاجئنا حضرة الوزير بتصريحاته كما لو أنه عالم جيولوجيا، أو مختص بالزلازل والبراكين. هل يعلم حضرته أن هذه المعلومات حصل عليها اللبناني منذ الساعة الثالثة فجراً ؟ وبأنّ اللبناني لا ينتظر وزيراً ليخبره بهذه المعلومات؟ وبأنه كوزير كان الأولى والأجدر به أن يحاول جاهداً بسلطته الواسعة متابعة الأضرار فوراً والوقوف عليها؟

صرّح الوزير بأنّ “لا مباني منهارة ودعا المواطنين لإخلاء المباني القديمة.

‎أين الملاجئ والقاعات التي جهزتها حكومتكم حضرة الوزير لاستقبال سكان المباني المهددة بالسقوط؟ ما القرارات التي اتخذتها في هذا المجال؟ أم أنّ الكلمات والتصاريح المقطوعة أصبحت نهجاً لإسكات الشعب اللبناني ومعه وسائل الإعلام؟

‎أضاف الوزير أنّ ملف الزلزال سيكون أول ملف يعرض على طاولة الحكومة التي كانت ستعقد جلستها بزلزال ومن دون زلزال ولكن يبقى السؤال، ألم يستوجب الزلزال اجتماعاً طارئاً لحكومتكم الباسلة؟

‎وما الذي ستصدره حكومتكم في هذا المجال؟ هل ستكتفي بإرسال إرشادات الوقاية من الزلازل على تطبيق “الواتساب” أم ستوزّع الحلوى على الناجين؟

‎أم أن هناك خطوات جدية تعوضنا عن التصريحات التي أدلى بها حضرة الوزير؟ والتي كانت مفيدة جداً “صراحة”.

بدلاً من اعلان حال الطوارئ، ووضع خطة استراتيجية لمواجهة مخاطر الزلازل وما ينتج عنها من اضرار بنيوية وبشرية، قرر الوزير بأن “يطمئن اللبنانيين ونحن نتكل على إيمانهم بالله، وقد رأينا التكبيرات في المساجد والصلوات لمار شربل، والله بيبعت الأمن والأمان للبلد”.