الفساد والبلطجة والغدر اجتمعوا على قتل الشيخ الرفاعي

فبراير 27, 2023

A-

A+

الشيخ الرّفاعي، شهيد الحقد والغدر، مثال يذكرنا بالكثيرين ممّن سقطوا شهداءً للكلمة الحرّة، فعلت بهم إلى حيث يجب أن يكونوا، علت بهم إلى مصاف الأحرار.

الكلمة المحقّة، موجعة، خاصّةً على الضعفاء، تنخر في جسم المستبدّ وتعطّل حواسه، تؤرق الظّالم في نومه وتقضّ مضجعه، تجعله في حيرة من أمره، وخوفٌ دائم.

الشيخ أحمد شعيب الرّفاعي، أشعل الدنيا بخبر اختفائه، ثمّ أشعلها مرّةً أخرى بخبر وفاته، تخطيط وتدبير، مكيدةٌ خطط لها على مدى شهر كامل، استدراج وعراك، ضرب مبرح وتكبيل، تشويهٌ، ورمي بالرّصاص، ثمّ قتل.

قتلوه، ثمّ دفنوه على عمق ثلاثة أمتار ونصف، في أكثر القرى هدوءً في المنطقة، كانوا كُثر، أردوا به شهيداً، ثمّ وضعوا فوق قبره القمامة، خوفاً من أن تجذب الجثّة الكلاب المحيطة.

يذكرنا هذا السيناريو، بالمسلسلات الأميركيّة، تلك البوليسيّة التي تصبّ في عمق إحساس الفرد فتُبكيه، لكننا لم نتخيّل يوماً أن يتحوّل هذا السيناريو لنموذج حيّ نعايشه ونسمع به.

لم تمرّ عكّار مطلقاً بمثل ما حدث، نعم، شهدنا الكثير من جرائم القتل، التي كانت واضحةً وتمّ الوقوف على أحداثها، ومرّت، ولكنّ حادثة الشيخ الرّفاعي لا أظنّها ستمرّ، ولا أظنّ النّاس ستعود فتتعوّد على الحياة الطبيعيّة من جديد، خاصّة في بلدته “القرقف” هذه البلدة الهادئة، المفعمة بروح الشّباب، والتي كانت تحت سيطرة وهيمنة المجرم الأكبر “يحيي الرّفاعي” العقل المدبّر لكلّ ما حدث، كما أفادت الأجهزة الأمنيّة.

الخلافات بين الرّفاعيَين، ليست بالجديدة، فمنذ سنوات والشيخ أحمد يشتكي من الشيخ يحيي الذي استلم رئاسة البلدية، وأصبح يقسّم مشاعات الدولة ويبيعها بآلاف الدولارات، بإدارة ابنه منفّذ العمليّة، المجرم “علي الرّفاعي”. كانت هذه التصرفات أكثر ما أغاظ الشيخ أحمد الذي اشتكى للدولة، بأجهزتها ومختصيها، ثمّ لجأ للفيسبوك ليظهر بفيديوهاتٍ كلّ مرّة، يفضح بها تجاوزات يحيي الرّفاعي الإدارية، واستغلاله لموقعه الإداري خدمةً لمصالحه الشخصيّة، وفي كلّ مرّة كان يحيي الرّفاعي – بحسب الأحاديث المتداولة – يقدّم “البقشيش” لقوى الأمن، ثمّ يتابع تجاوزاته بكلّ أريحة صدر.

الخطّة كشفت، والرّفاعي موقوفٌ ومعه ابنه والمشتركين معه، والشيخ أحمد الرّفاعي في مثواه الأخير، زفّ شهيداً بحضور آلاف المحبين والأقارب والأصدقاء، ليذلّ في النهاية من يستحقّ الذلّ، وليُعزّ في النهاية من ولد وعاش ومات عزيزاً مكرّماً لا يخاف الكلمة ولا توابعها.

الرّحمة نطلبها من الله للشيخ أحمد شعيب الرّفاعي، على أمل أن ترتقي دولتنا بأجهزتها الأمنيّة لتوقف كلّ التجاوزات الإدارية ولتكشف الجريمة قبل وقوعها.