ما وراء مباراة الأنصار ـ العهد: لبنانان ينتظران المصارحة

توقفت المباراة التي كانت تجمع فريق العهد امام نظيره الانصار على ملعب مجمع فؤاد شهاب في جونيه، اثر اشكال واعمال شغب وتكسير وبلطجة وذلك قبل انتهاء اللقاء بـ8 دقائق.

وانتشر الجيش في محيط الملعب اثر الاشكالات المتنقلة التي انتقلت من داخل الملعب الى خارجه، وسط هتافات سياسية وطائفية من قبل جمهور الفريقين. وبدأ التوتر قبل انطلاق المباراة، عندما هتف جماهير العهد “الله سوريا بشار وبس” محاولين استفزاز الجمهور الآخر.

ما حصل أمس في ملعب فؤاد شهاب، ليس حدث امني عابر، بل هو عبرة لما آلت إليه الاوضاع في لبنان، وهذا دليل إضافيّ على وجود لبنانان مختلفان على أرض واحدة وفي جمهورية واحدة.

‏لا يكفي الاستنكار لما حصل في جونيه من شغب وهتافات طائفية سياسية رخيصة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي او أمام كاميرات شاشات التلفزة، المسألة باتت أوضح وبات هناك قناعة لدى اللبنانيين بأن لبنان البعض يختلف عن لبنان البعض الآخر. فالبطل هنا عميلٌ هناك والعكس صحيح، العدو هنا يراه فئة من اللبنانيين “دولة شقيقة” هناك.

فكما في الرياضة، كذلك في كل شيء، في الحياة اليومية، في الهوية اللبنانية، والعقيدة، والاقتصاد، والبيئة…، الاختلاف واضح منذ الأبد. فآن أوان المصارحة الصعبة لكن الضرورية لنبني على أساسها وطناً حقيقياً قائماً على الصدق وتبادل الاحترام وليس على التكاذب الوطني.