منذ 1960 لبنان أول دولة عربية تصل إلى الفضاء

بجهودٍ متواضعة، مقرونة بأملٍ وتصميمٍ نجح فريق لبناني صغير على رأسه البروفيسير اللبناني مانوغ مانوغيان في “اختراق” سمت الغلاف الفضائي!

في العقد الستيني، أطلقت “الجمعية اللبنانية للصواريخ” التي أسَّسها البروفيسور اللبناني ومُدرِّس الرياضيات والفيزياء مانوغيان في “جامعة هايكازيان” أوّل صاروخ لبناني، في إطار مشروع كان من شأنه تغيير واقع العلوم في لبنان.

وبعد إطلاق أول صاروخ، تبنى الرئيس اللبناني آنذاك فؤاد شهاب، المشروع، وقدّم دعم مالي قُدرت بـ10 آلاف ليرة لبنانية في سنة 1961 و15 ألف ليرة لبنانية في سنة 1962.

وبعد اطلاق سلسلة صواريخ، وفي العام 1962، أطلق أرز 3 في تشرين الثاني من قاعدة الصواريخ في برج مار يوسف في الضبية بحضور كبار العسكريين، على رأسهم قائد الجيش اللواء الأمير عادل شهاب وقادة المناطق، وجمهور غفير من المواطنين. ولقد ارتفع الصاروخ عمودياً مسافة 200 كيلومتراً، واجتاز مسافة 600 كيلومتراً بسرعة تبلغ 9 آلاف كلم في الساعة، ووصل إلى أطراف الفضاء ولكن سرعان ما سقط بالقرب من الساحل الجنوبي لقبرص .

وكاد إطلاق الصاروخ باتجاه البحر الأبيض المتوسط يتسبب بأزمة، وأوقع ما يشبه أزمة ديبلوماسية عالمية، وذلك عندما حدث خطأ في توجيهه فسقط في المياه الإقليمية القبرصية بالقرب من بارجة حربية بريطانية (يقال إنها كانت تراقب ما يجري)، حيث أعرب سفير لندن في بيروت آنذاك عن قلقه من هذه التجارب، كما طالبت الحكومة القبرصية بجلسة استماع في الأمم المتحدة!

وفي العام 1964، ومن دون كشف أي أسباب أو مبررات، تم إيقاف التجارب العملية نهائياً وتوجيه الطلاب إلى الإكتفاء بالأبحاث والدراسات النظرية فقط.

ولقد كشف النقاب، بعد مرور سنوات عدة، عن تبلغ الرئيس فؤاد شهاب “نصيحة” فرنسية شخصية من صديقه الرئيس شارل ديغول مضمونها أنكم قد أثبتم قدراتكم في المجال العلمي، وأنه لا داع لتعريض لبنان للخطر. وقد عمل الرئيس شهاب بتلك النصيحة، وتوقفت على أثرها التجارب العملية لإطلاق الصواريخ.