منصّة لبنان الكبير للصيرفة والصواريخ منصّة لبنان الكبير للصيرفة والصواريخ منصّة لبنان الكبير للصيرفة والصواريخ

منصّة لبنان الكبير للصيرفة والصواريخ

أبريل 11, 2023

A-

A+

لا نستغرب تحويل لبنان لمنصّة إطلاق صواريخ، طالما أنّ الآمر النّاهي في لبنان يعتمد سياسة الانبطاح في كلّ مرافئ الحياة السياسيّة، ويعتكف عن اتخاذ تدابير جديّة ومجدية في سبيل تخليص لبنان من الميليشيات والقوّات المسلّحة. وما الذي سيأتي به كثرة الكلام والمطالبات الدوليّة لحصر السّلاح بيد الجيش اللبناني طالما أنّ رئيس الحكومة شخصيّاً يعترف بوجود هذا السّلاح ويبقى متخاذلاً أمام شعب لبنان في اتخاذ أيّ قرار جدّي لإزالة هذا الخطر المحدق بكلّ لبناني، في كلّ وقت، وفي كلّ بقعة.

وبحسب وسائل إعلام محليّة وبعد لقاء ميقاتي الوزير الايطالي، أبلغ ميقاتي الوزير أن “كل القوى الفاعلة في الجنوب ابلغت الحكومة إدانتها هذه العملية وشجبها لأي تصعيد، لا سيما في هذا الظرف الدقيق”.

تناسى ميقاتي في تصريحٍ منه بأنّ هناك قوى “فاعلة” في الجنوب، واجبه كرئيس حكومة في ضبط الأمن وبسط سلطة الزول والجيش اللبناني، وأي تفلّت هذا الذي يدفع قوى أجنبيّة في لبنان لاطلاق 100 صاروخ متخطيةً الحدود؟

يمكن للعقل البشري أن يتقبّل فكرة خليّة تمتلك مسدساتٍ وأسلحة حربيّة، ولكن ماذا نقول للذي أطلق 100 صاروخ وزرع القواعد، ووجهها، وضربها؟

أيّ استهتارٍ هذا بحقّ السيادة اللبنانيّة التي تُخترق كلّ يوم وفي كلّ لحظة؟ وأيّ لبنان هذا الذي يسمح لمن يشاء في أيّ وقتٍ يشاء أن يضرب الصواريخ ويرسل المقاتلات ويذهب لسوريا وللعراق ولليمن؟

وما مصلحة لبنان في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها ؟ هل يقدر لبنان أن يدخل حرباً بدأها غيره، أُجبرَ عليها وفُرضتْ عليه؟

أليس الأولى على الحكومة اللبنانيّة أن تنشغل بإسناد المجتمع اللبناني المهترئ ريثما يتمّ الاتفاق على رئيس جمهوريّة؟

ماذا تعني فكرة الحرب للفلسطيني؟ أن يتحوّل لبنان لغزّة؟ وما ذنب أهل الجنوب اللبناني لا يزالوا حتّى اليوم متأهبين، خائفين من أيّ ردّة فعلٍ تأتي نتيجة تحرّكات حزب الله.

هل هناك بنى تحتيّة تضع لبنان في مصافّ الدول القادرة على القتال؟ هل من موازين في القوى؟ بين الكيان الصهيوني ولبنان، أم أنّ العبث أصبح سيد الموقف؟

إنّ استباحة السيادة اللبنانيّة من قوى أجنبيّة موجودة في لبنان بحجّة النزوح والهرب من العدوان، ثمّ نتفاجئ بامتلاكها لصواريخ عابرة لمئات الكيلومترات، ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما أنّ الحكومة اللبنانيّة لا تزال خائفة من الفلسطيني والسّوريّ، ومن قال أنّ اللاجئ السّوري بعد عدّة سنوات لن يتحوّل لميليشيا تطلق الصواريخ على بشار الأسد من شمال لبنان؟ ألم يأتي الفلسطيني للبنان كما أتى السّوري؟

نحترم السّوري كاحترامنا للفلسطيني، واحترامنا هذا يتجسّد باستقبالنا لهم في بيوتنا وعلى أرضنا ومشاركتهم لنا الحياة الاجتماعيّة بكلّ مرافئها، وتحمّلنا عبئ هذا الاحترام، ولكن على الضيف أيضاً ألا يستبيح أرض المضيف، وأن يحترم سيادة هذه الدولة، المنكوبة، المقهورة، والمدمّرة على كلّ الصعد.

إمّا أن تكونوا شركاءً في بناء لبنان الذي احتواكم، أو لن تكونوا سبباً في ازدياد الدمار، وتعريض اللبناني للخطر.