حاول أن يصبح رئيساً فأميراً فملكاً على لبنان: تعرفوا على قصة الأمير جورج لطف الله

أبريل 12, 2023

A-

A+

مع نهاية الولاية الأولى للرئيس شارل دباس، رئيس الجمهورية الأول في عهد الانتداب الفرنسي، حاول الأمير جورج لطف الله بأن يكون رئيساً للبنان، ثم يصير أميراً فملكاً لبلاد الأرز.

ويروي الراحل اسكندر رياشي قصة «الأمير – الرئيس»، كما جاءت في كتابه “قبل وبعد”، حيث اجتمع ذات مساء في مطلع العام 1929، بعض الصحافيين ورجال السياسة اللبنانيين حول مائدة في قصر الجزيرة بالقاهرة، وكان صاحب القصر الأمير جورج لطف الله يرأسها.

ملك ثروة كبرى كان والده قد وضع قاعدتها، عندما هاجر من لبنان إلى مصر فاستطاع أن يربط مصيره بمصير الخديوي عباس المتربع على عرش أرض الكنانة في ذلك الوقت.

بالعودة إلى تلك المائدة، تم تناول قضية الرئاسة الأولى في لبنان مع اقتراب نهاية ولاية شارل دباس. وهنا طرأت على بال رئيس تحرير جريدة الأهرام، اللبناني أنطون الجميل فكرة وصول لطف الله إلى سدة الرئاسة وليتحول بعدها ملكاً للبنان. وأثارت الفكرة اهتمام الأمير جورج.

هكذا صار قصر الجزيرة بعد أيام قليلة كما يؤكد اسكندر رياشي: ملتقى تجار السياسة وأهل الدعايات والمغامرات، فضلاً عن جيش الصحافيين العاملين في أسواق الاستثمارات السياسية يقومون بالبروباعندا اللازمة للأمير.

وبدأ جورج لطف الله اتصالاته بوزارة الخارجية الفرنسية، التي كان متأكداً أنها وحدها التي توصله إلى رئاسة الجمهورية عن طريق مفوضيتها السامية في بيروت، وبالتالي تمهد طريقه نحو الإمارة.

وسافر جورج لطف الله إلى باريس وهناك أقام وليمة كبرى على شرف سكرتير وزارة الخارجية، ودفع الأمير جورج، في باريس إلى سماسرة العروش مبالغ كبيرة، منها ثلاثون ألف جنيه أعطاها لموظف كبير في وزارة الخارجية مقابل كتاب حمله معه من باريس عليه توقيع سكرتير الوزارة العام يطلب فيه من المفوض السامي في بيروت مساعدة الأمير ليكون رئيساً لجمهورية لبنان.

سافر الأمير جورج لطف الله إلى بيروت وبدأت على الفور مساعيه للوصول إلى غايته، وكان المفوض السامي قد عرف حالاً بتزوير الكتاب، ولم يكشف عن الأمر حفاظاً على سمعة وزارته في باريس، ولهذا بقي الأمير مصاباً بالدهشة لعدم مساعدة المفوض السامي له ومتابعة مساعدته لدباس لتجديد ولايته.

وفور وصوله إلى بيروت، استأجر الأمير قصر سرسق بأغلى الأثمان، وسحب من المصارف بطريقة علم بها كل الناس أموالاً كبيرة، وفتح أبواب القصر على مصراعيه، يدخله السياسيون والوزراء والنواب والصحافيون والإعلاميون وكل من له مكانة.

وبعد وقت اكتشف جورج لطف الله أن حكايته انتهت وأن المفوض السامي كان قد علم بتزويره للملف وجدد لشارل دبّاس لولاية ثانية.