إختراع لبناني يسهّل التواصل بين أشخاص الصم والبكم مع كافة المجتمعات

لطالما كان لبنان مركز أساسي للاختراعات والانجازات التي إما بدأت من الخارج وغزت العالم أو من خلال شبابه وشاباته في الاغتراب. واليوم وبظل الأيام السوداء التي تمر على لبنان من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، لا يزال شبان هذا البلد متمسكين به وطامحين من خلال خبراتهم وطاقتهم نشر جعل هذا البلد الصغير مركزاً للانجازات العلمية.

وفي سابقة علمية وتكنولوجية، نال الطالبان وسيم رمزي عمران المختص في مجال الهندسة الكهربائية وسمير أندرا الياس المختص في مجال هندسة الكمبيوتر والإتصالات في جامعة سيدة اللويزة على براءة إختراع من وزارة الإقتصاد والتجارة في لبنان بعد أن قاموا بإبتكار القفاز الذكي والمبتكر تحديدا من أجل الأشخاص الذين يعانون صعوبة في التكلم والسمع أي الصم والبكم.

لطالما كانت أولويات الطالبان وسيم عمران وسمير الياس التوصل لإبتكار جهاز يساهم في إعادة تعزيز التواصل وتسهيل الحياة بين الأشخاص الصم والبكم مع محيطهم ومجتمعهم، فبالإضافة الى وجود لغة الإشارة المخصصة للصم والبكم يستصعب الناس الى تعلمها أو حتى فهمها من أجل التواصل معهم.

إن إبتكارهم لـThe infinity Glove” ” يعزز التواصل من جديد بين هؤلاء الأشخاص مع أبناء المجتمعات الكافة ويعيد ثقتهم بنفسهم من أجل التعبير عن شخصيتهم وطموحاتهم وآرائهم بشكل متطور وسريع وبسيط من دون وجود صعوبة في ترجمة لغة الإشارة المخصصة بهم، وذلك عن طريق إرتداء هذا القفاز المتصل بالبرنامج المبتكر خصيصا لعمله والمرتبط به من خلال تحميله على هواتفهم الذكية، ويتم اتصال القفاز بالبرنامج عبر تفعيل خاصية البلوتوث في هواتفهم.

يشمل برنامج القفاز على لغات متعددة، بحيث تتيح للمستخدم فرصة أكبر وأوسع للتواصل مع بيئات ومجتمعات من بلدان مختلفة ولغات متنوعة، والجدير بالذكر أن هذا البرنامج يسهل أيضا للأشخاص التحدث مع الأشخاص ذوي الصم والبكم بخاصية التكلم عبر البرنامج بحيث تسمح للطرفين ببناء حوار متواصل ومترابط.

يقدم هذا القفاز ثلاثة وضعيات مختلفة: الوضعية الأولى والتي هي وضعية الأرقام من 1 الى 9، الوضعية الثانية والتي هي وضعية الأحرف من الـA إلى الـZ، بحيث تستطيع هذه الفئة من الأشخاص بعد القيام بإختيار أحد الوضعيات المذكورة التواصل مع الأخرين من خلال القيام بإشارة معينة مرتبطة باليد المرتدية للقفاز التي تدل على الرقم أو الحرف المناسب للحوار.

من أكثر السمات التي تميز القفاز هي الوضعية المخصصة وهي الوضعية الثالثة والأخيرة، اذ يقوم الأبكم أو الأصم بتحفيظ أهم وأكثر الجمل التي يستعملها ضمن حياته اليومية وفقط عبر إشارته لرقم الجملة بالقفاز التي تم حفظها في البرنامج يتم التواصل بينه وبين الأخرين. مع العلم أن القفاز لا يعمل فقط على حركة الأصابع انما ايضا على حركة اليد.

وفي النهاية لفت الطالبان وسيم رمزي عمران وسمير أندرا الياس عن اختراعهم عبر القول أن هذه “الفئة من الأشخاص من حقها التعبير عن نفسها وعن متطلباتها وأفكارها، ولذلك تم اختيار فكرة هذا القفاز تحديدا للحفاظ على لغتهم أي لغة الإشارة وترجمتها للأخرين عن طريق هذا الابتكار، كما وأنه سيتم تطوير القفاز أكثر مع الوقت بحيث يصبح متوفر بشكل متطور أكثر.